مصطلح الكشخة بين الإسراف وتكليف النفس فوق ما يطاق وبين البهرجة والشعور بمشاعر أفضل، جميعنا يحب أن يتميز لكن ميزة عن أخرى تفرق، فمن يتميز بعمله وجهده سيجد نفسه كل مرة لديها ما تفخر به، لكن السؤال المحير موجه لمن جعل المظاهر هي التي تميزه عن البقية، كيف له أن ينظر لذاته الداخلية ويعرف دوافعه وانفعالاته واضحة دون تشويش ورغباته السليمة من الملحة دون تضليل سيكون فارغا من الداخل، فاستحواذ المادة على الإنسان إذا افرطنا فيها دون مقدار أصبح يتجاهل كل تقدير سليم يقيس به حاجاته يريد كل شيء وكلما حصل على ما يريد حركته دوافع لا تستريح عن طلب المزيد.
غياب الهدف هو من يجعلنا عرضه للتأثر بالمظاهر حين نفتقر للثقة بالذات وتحديد الأولويات فنحشو ذلك الفراغ بتقليد هذا والنظر لما عند ذاك سنكون عرضة لكل المغريات وسنصبح تلقائيا نبحث عن آخر ما نزل لنقتنيه حتى لو كنا لسنا بحاجة إليه من دونه نشعر أننا أقل.
حاجتك دوما تدلك على ما ينقصك أو ما أفرطت فيه فحين نعرف نوعية الحاجات سندرك ماهية الذات وعلى أي طريق تقف متينا أو على هامش الطريق
حين لا تضبط المعيار يفلت العيار تصبح لا تعرف ماذا تريد ويستحيل ان تجد حدّا تقف عنده لتوقف جماح الرغبات.
واقعنا اليوم هو واقع صورة ومظاهر لذلك البعض ينساق خلف خلق قيمة له من خلال ما يملك وليس ما يفعل فيصبح يربط تقديره الذاتي وسعادته وثقته بما عنده وليس بنفسه.
فتجد التسويق حولك يتخذ لغة زائفة انك لتكون سعيدا ارتدِ ذلك أو ارتد السيارة تلك لتشعر بالثقة.
فتصبح لدينا حاجة ملحّة طوال الوقت لا نشعر بالاكتفاء حتى لو حصلنا على كل ما نتمناه يصبح هناك شعور يخالجنا بعدم الرضا والسعادة مهما امتلكنا يجوبنا فراغ لا نهاية له.
لابد أن نكمل الصورة الواقعية بالأولويات ومعرفة ماذا نريد بالضبط وما نحتاج وإلا أصبحت صورة تنقلها شاشات مكسورة لا ترينا سوى ما لا نريد فيتكون لدينا دافع انفعالي لطلب الكثير.
الماديات حقل واسع لابد أن نكون فيه معتدلين متوازنين وإلا غلبتنا بالانهزام والشعور بعدم الرضا عن الذات، فحين لا تحدد لك مكان واضح فيها مرتبط بقيمة نسبية تقرنها بجهودك اليومية وتنظيم لجدول مصروفاتك ستصبح طوال الوقت محتاجا، وهذا ما يفسر الشراهة في التسوق حين تنتابنا مشاعر انفعال فتجد نفسك تشتري ما تحتاج وما لا تحتاج حتى تتكدس أمامك الأغراض وما هي إلا بضع ساعات حتى تعود مشاعرك السلبية للظهور لكن هذه المرة أضعاف.
إذا سددت الحاجة بأي كلام أصبحت تطلب ما لا يطاع وإذا ضبطتها بتقدير واتزان صارت حاجاتك مشبعة لتخلق لك الاكتفاء.
٭ ومضة: ليس بوسعي القيام بذلك.. تغلق المخ، كيف يمكن لي القيام بذلك.. تفتحُ الباب.
@Dr_ghaziotaibi