توتر وبدت على وجهه علامات الذعر حين داهمه مسؤوله في العمل ليش تأخرت فقال في نفسه: أقول راحت علي نومة أو اتعذر بسلبيات الطريق الزحمة وعدم التنظيم تداخل ساعات العمل مع المدارس و.. و.. والقائمة تطول. نفس الوجه وتعابيره مع طالب في الإعدادية اعتدى على زميله بالضرب وحين أتاه السؤال: لماذا ضربت زميلك في الصف؟ احتار يقول هذا أسلوب الحوار في بيتنا أو يستمر في الادعاءت. يستطيع كل منا تبسيط المسألة والإجابة بوضوح وأراهن لو فعل ذلك كل شخص فستزول المشكلة من تلقاء نفسها، لكن مشكلتنا أننا نضع أنفسنا أبعد ما يكون عن الدور المسؤول لنستمر في مسرحية هزلية أبطالها فعل غير مقصود وأنا مظلوم. الكل معرض للخطأ والصواب وفي الطبيعة البشرية هذا مطلوب لنعرف كيف نقدر ونوازن الأمور لكن المغلوط هو أن نفعل الخطأ ونقول لا نقصد أو نتعذر بالظروف ونصنع أسبابا وهمية المقصود منها أن نبتعد عن الإشارة لأنفسنا بأننا المسؤول الأول عن ذلك التصرف. حين ترفع الكلفة بينك وبين نفسك وتواجهها وتدرك ماهية سلوكياتها ستكون علاقتك معها «خوش بوش» ستجدها قابلة للتجاوب ومدركة للواقع ومستعدة لأن تحاول. وحدها الحواجز هي من تنهي في نفس الإنسان حسن الظن بالذات وتجعله عبدا لزلاته لا يستطيع أن يكون شخصا آخر لأنه بنى سدا منيعا بينه وبين التواصل فأقرب شيء له هو أن يقول: لا أستطيع أن أغير سلوكي، لن يجدي أي نفع لو غيرت أسلوبي. أبحث في الكيفية وليس فقط الحيثية حاول أن تجد «بوش» لتدرك «الخوش بفكر لا يطوش». لو بحثنا في الأسباب التي تدعو كل منا إلى المعاناة النفسية فسنجد أنها قائمة على محورين: الأول: الرغبة في القبول. الثاني: الخوف من المجهول).
خارج الموضوع: اشتكت زوجها تقول: زوجي ردة فعله باردة تجاهي، لو اشتعلت غضبا نظر إلي ببرود وغادر المكان لا يحرك ساكنا.
فقلت: قد يكون يمتص غضبك ويحترمك ولا يريد أن يقول كلمة تجرحك، فلو رد عليك بنفس العصبية لزاد الخلاف واشعل الفتيل.
ما فكرت فيها دكتور!
كنت أرى مقصده استفزازيا.
قفي أو قف أمام نفسك، أدرك ماذا تفعل، اعرف لماذا، والأهم ضع نفسك بعيدا عن المقارنة.
Dr_ghaziotaibi@