كثرة الشيء مثل ندرته كلما زاد العدد لا يعني ذلك زيادة وكلما قل لا يعني انه ليس كفاية.
وذلك مثل ذهابك إلى الجمعية وسط الأسبوع لشراء كيلو بامية وخروجك بلستة أغراض لا تحتاجها ليست ضمن اللستة الأسبوعية، مثل ذلك التصرف سيجعل الاستهلاك لديك يزيد بغض النظر عما تريد.
حين لا تضبطك معايير الطلب ستصبح مهووسا بالتعلق بأي شيء فضبط النفس ليس بفرملة الخطوات فحسب بل بمعرفة إلى أين أنت ذاهب ولماذا تتراجع؟ وكيف تنظم رغباتك؟
فالناس تخطئ في بعض الاعتبارات، فهي تظن ان تلبية الرغبات قدر الإمكان تغنيهم عن مواجهة لحظات الأسى والتوتر في حياتهم لكنها تغيب وعيهم وتخدر مشاعرهم لبعض الوقت.
وهذا يفسر إدمان البعض للشراء أو اقتناء الأشياء.
تعدي أي حد لن يجعلك تعتد بوضوح مطالبك بل ستظل رغبة بعد أخرى تقودك إلى الشعور الدائم بالحاجة وهذا يفقدك زمام السيطرة على الذات.
فالخوض في غمار أي موقف دون معرفة ماذا سيترتب عليه يجعلك جاهلا لما ترى متمسكا بانفعالات تغيب الوعي لدى الإنسان وتجعله في خصام مستمر مع ذاته.
نحتاج أحيانا الى الخروج من دائرة العرض والطلب لندرك حاجاتنا الأساسية ضمن حياتنا اليومية فكلما سرنا نحو الرغبات الملحة فقدنا أهم قيمة وهي الوعي بمطالبنا.
الانضباط لا يعني الحرمان بل الوعي بالحاجة والاهتمام بكيف نرسخ في أنفسنا طريقة واعية للطلب، فمثلا حين تقول ضروري أشتري ذلك، تستبدله بـ «هل أحتاجه؟» وهكذا. حتى تصل لترشيد صحي ونفسي لاستحواذ الرغبات الملحة التي عادة تكون خارجة عن حدود حاجتنا وإمكانيتنا.
كلما كنت سيد نفسك عرفت كيف تواظب بين جدك وهزلك وكيف تريد أي شيء في الحياة وترغب فيه بطريقة لا تضيع فيها نفسك.
الأولوية ليست في الترتيب من قبل من، بل في النظر للوقت الحالي أنت الحين ماذا تريد؟
Dr_ghaziotaibi@