التفاني في إعطاء الأجود بشكل مستمر يجعلنا نتحسن ونحسن جهودنا نحو الأفضل، ويمكنا من رصد نقاط ضعفنا بشكل يمنحنا دافع المحاولة وتحويلها إلى نقاط قوة.
وادعاء أننا دوما نعرف ولسنا بحاجة للتعلم يجعلنا بلا اكتشاف مستمر لحصيلة أي جهد.
ومثل ما هو متعارف أننا منذ طفولتنا تربينا على الا نقع، مع أن الوقوع يجعلنا نعرف كيفية النهوض لكننا دوما ننتظر الأفضل من أبنائنا من أول مرة، لذلك كبرنا وبداخلنا شعور قهري بأن نكون الأنجح لا نقبل بإنصاف الحلول، ونحكم على أنفسنا بالفشل حين لا نعطي أفضل ما عندنا.
دوما تحيط بنا مشاعر الغيرة من أي نجاح نشعر انهم سبقونا وأننا خسرنا مدى الحياة، وتلك المشاعر كفيلة بأن تجعلنا نعيش لحظات محبطة مليئة بالاضطرابات النفسية.
فالمنافسة هي الحقل الذي نكتشف فيه بذور نجاحنا وأنفسنا ونطور فيه مهارتنا. حين نختصرها في التفاعل السلبي مع نجاحات الآخرين سنفقد أهم خاصية لها وهي التطور وسنكون بنفس المكان دون أي حراك.
حين تقول لطفلك صير أفضل من ولد فلان هو لا يأخذ المعنى حرفيا، بل يستجيب لذلك على أنه أقل منه فينتقص قدراته ويشعر بعدم الثقة بذاته.
لكن لو قلت له أريدك أن تكون الأفضل دوما سيصبح ذلك بمنزلة تحديا له يشجعه ويحفزه لأن يعطي أفضل ما عنده.
المعادلة بسيطة، آمن بقدراتك، امضِ في تحقيق أهدافك دون أعذار، تحمل مسؤولية خياراتك، تعلم من أخطائك، تقبل الظروف تعايش معها، فكر في أهداف صغيرة تجعلك متصلا دوما بالعزيمة.
التصرف دوما على انك عارف سيضيع المعارف ويجعلك في سباق خسران من أول جولة، لا أحد ولد عارفا ومثل ما أنت عارف المشكلة ليست الجهل بقدر ان ندعي أننا نعرف كل شيء.
قوة الاختيار باللحظة التي تكون فيها ما أنت عارف خايف تبقينا في مشاعر مفعمة بالثقة والمسؤولية وتجعلنا نرى طريقنا بواقعية.
فبعض الناس يعيش بالتوتر ويستسلم له، لذلك هو أسير الكسل والتردد والتسويف والانشغال بالغير.
التواصل مع نقاط الضعف يؤهلنا لنقاط القوة، حين تؤمن بأن كل شيء بمقدورك يصبح العبء عليك أقل، وتستنتج طرقا جديدة وحلولا بديلة. تذكر: دوما الفرص العظيمة لا تراها عيناك بل يراها عقلك.
Twitter @Dr_ghaziotaibi