استنادا للحرية الفردية في التعبير لزم علينا أن ننوه بضرورة احترام الاختلاف بمعناه الواسع المتشعب وتقبل ما يختلف معنا وعنا، وفي ذلك التنويه توارد خواطر لشخص ما يسألنا كيف تتواجد لدي وقاية نفسية من التعليقات السلبية؟
أولا: ألا تحصر نفسك فيها ولا ترى نفسك بعينها.
ثانيا: اعرف كيف تفصل بين صوتك الداخلي وصوت غيرك وذلك من خلال تغذية تواصلنا مع مشاعرنا، الناس تتحدث بما تراه عن نفسها بحدودها الضيقة لذلك الانفعال مما يقال أمر غير مستحب خصوصا انك بذلك تعزز مما يقال وتعطيه مدة صلاحية أطول.
أهم ما يجعلنا قادرين على التصدي لأي تعليق ألا نحاول أن نلغي حقيقتنا، بل نتقبلها أكثر لنتمكن من خلق مساحة من الثقة كفيلة بأن تجعلنا لا نهتم بما يقال ونشق طريقا لنا وسط الغمام.
من أهم الوسائل لإحداث التوازن أن يكون لديك مساحة تعبير خاصة بك بدون أحكام أو تصنيفات تعبر عن مكنونات الذات حتى تشعر بالارتياح.
أكبر خطأ نرتكبه هو أننا ننغلق على أنفسنا نرفض ما نحن فيه نكرر كلام الآخرين عنا ونأخذ انطباعا سلبيا عن قدراتنا فنتوارى خلف شعور انتقاص ذاتنا.
أهم ما يجعلنا أقوياء بوجه أي تحد هو ألا نضطر لان نبني بسببه حواجز ضد أنفسنا وأن نكتشف نقاط ضعفنا وقوتنا.
تقول احداهن: تعليقات زوجي لم تعد محتملة فهو يعلق على كل كبيرة وصغيرة أمام الأبناء ويزدري أي رأي اقترحه عليه ولم يقف عند ذلك فقط فهو أمام أهله ينهال علي بالسخرية ويشعرني بأنني لا أشكل أي أهمية لديه وان تربيتي للأبناء تفسدهم والكثير من الاتهامات التي لا أجد لها أي تبرير سوى رفضه لي!
أحيانا تأخذ انفعالاتنا وتراكمها وعدم الحوار لوقت طويل مع الطرف الآخر مجرى عكسيا للأسف فتصدر منا ردود أفعال وتعليقات ليست في محلها والسبب خلف ذلك هو حاجتنا نحن للاهتمام وتراكم مشاعر الذات، لذلك جلسة حوار بصراحة من الممكن أن تساعد في كسر جليد البرود وحتى لو كان فيها الكثير من الغضب، فذلك طبيعي ومهم لعملية التحرر من الأفكار السلبية والاعتقادات التي أدت لذلك السوء في التعامل.
فلا تتجاوب مع أي تصرف يهينك لأنه مجرد نفق مظلم للابتعاد عن المواجهة والوجود دوما في تساؤلات تمنع عنك النظر لذاتك بشفافية دون أحكام.
@Dr_ghaziotaibi