لماذا تخور وتفتر عزيمة الإنسان وهو في أوجّ إنجازه؟ من منظور نفسي يحتاج الإنسان باستمرار إلى أن يذكر ذاته بهدفه مع عبارات تشجيعية تدعم النفسية ومن ذلك ينتقل إلى مرحلة تتكون بها ثقة بماذا يريد. مشكلة البعض انه لا يشبع هذه المرحلة فضولها فهو يريد أن ينجح لمجرد النجاح.
لكن لو سألته لماذا؟ لصمت للحظات ليقول: لأن النجاح هو الحصيلة التي تعني أنني تفوقت.
ومن قال لك ذلك؟ الفشل والمحاولات كلها تتحول لوعي جديد ومفهوم يختصر عليك سنوات من السعي، فأنت ستدرك ماذا تريد بشكل واضح مرة بعد مرة حتى تصبح فاهما لكيفية النجاح من خلالك وليس من خلال نظرة الناس لك.
ربما منذ صغرنا تعودنا على كلمة ادرس لتنجح افعل ذلك لتنجح.
لكننا اقتصرنا النجاح وأحطناه بحواجز فولاذية يصعب اختراقها.
النجاح ليس أن تصل إلى ما يريد الناس لك ان تصل إليه، بل ان تتصل بذاتك في كل خطوة تكتشفها بمنظور بعيد عن المخاوف والألقاب والعقد التي نكبل بها أنفسنا.
حين يكون النجاح هدفا وليس غاية سيصبح بإمكاننا أن نبني عليه الكثير من الأهداف.
مثلا: ان أنجح بحياتي لكي أتزود بالخبرات وأكتشف ما الذي تبرع فيه الذات أو أنجح لكي أصل لمستوى معين من الدخل الذي يرضيني.
ضعها في ذهنك: كلما كان النجاح فكرة تهددك قل مستوى تفاعلك مع الأسباب التي من الممكن أن تساعدك.
لا تروجوا للنجاح بأنه نهاية طموحكم في الحياة مسألة حياة أو موت فبذلك تخلقون أمامكم الكثير من الرفض الداخلي للذات الذي يجعلنا لا نجيد استثمار الفرص لأننا مشغولون بكيف نثبت أننا أناس ناجحون.
لابد أن يكون النجاح الذي تسعى إليه جناحا يأخذك في الحياة لكل مكان وزمان متقبلا لحقيقتك متصالحا مع ما هزمك، متواصلا مع ذاتك واثقا انك قادر.
البعض يلجم نفسه ويكبح انفعالاتها ظنا أن النجاح يعني أن تكون محط إعجاب الجميع والا تعاني أو تشتكي من شيء.
وللأسف يدفع الثمن غاليا وهو خسارته لتواصله النفسي مع ذاته مما يجعله عصبيا وقلقا ومترددا، وأتفه الأمور تستحوذ على انتباهه.
لابد أن نغير مفهوم النجاح حتى عند أبنائنا، لا يهم ان تحصد أعلى الدرجات، لكن مهم جدا أن تفهم ما تحفظ ان يكون لديك مخزون متنوع من المعارف لتكتشف فيه ذاتك.
فمن يفهم بالتأكيد سينجح: كل فاهم ناجح وليس كل ناجح فاهم لننتبه لذلك ونوليه أهمية.
لنخرج أجيالا جديدة تخدم وطنها ونفسها بالمعرفة، فالعلم وحده لا يكفي إذا كان بطريقة نسخ ولصق، تعبئة معلومات تفيض للأسف بالغباء.
Twitter @Dr_ghaziotaibi