لكل إنسان منا طريقته في حل المشاكل التي تواجهه، فمنا من يصمد كثيرا حتى على حساب نفسه، ومنا من يقاوم حتى يصيبه الإحباط، وهناك من يهرب منها لإدمان بعض الممارسات مثل الهروب من الواقع الذي يعيشه للنوم مثلا.
فتجده يصاب بالاكتئاب ويعالج المشكلة بمشكلة أكبر منها.
يفقد القدرة على التركيز وينغمس بشعور سوء التقدير للنفس وقد ينام لساعات طويلة رافضا النهوض من الفراش، لعدم قدرته على التعامل مع المشاعر التي تصيبه.
فيزيد الرفض لكل شيء وربما يدمن الطعام كنوع من التفريغ أو المخدرات.
نعم قد يصل لمراحل متقدمه إذا تم التساهل مع الطريقة التي يواجه بها الضغوط والتساهل في الهروب، ليس الشجاعة ان تظل صامدا لا تنهار بل على العكس، كلما عشنا ما نشعر استطعنا ان نستعيد عافيتنا بشكل أسرع.
فبعضنا حين يواجه التحديات أضعف الإيمان هو ان يهرب منها لما هو أسوأ، وهنا يتعرض للاكتئاب والاضطرابات النفسية والشخصية.
فيترك أعماله والتزاماته ويجعل الناس شماعة لما يحصل له.
وذلك نوع من الهروب من تحمّل المسؤولية، البعض يقول أنا مسحور أو محسود فيفقد الأهلية للتعامل ويعيش دور الضحية.
وذلك ضعف إيمان لو تفكرنا قليلا فالله خير الحافظين.
جميعنا نمر بأوقات عصيبة، معرفتنا ذلك قد يخفف علينا لأن البعض يظن انه الوحيد الذي يعاني، وذلك يضخم الأمور أمامه.
قد يستغرق الإنسان سنوات من عمره باتباع أسلوب مواجهة معين يجعله يخسر الكثير من فرص العيش الرغيد والتجارب التي تفيد.
فقط لأنه يخاف وذلك أصعب بكثير لأنك السجين والسجان.
فتفقد مرونتك النفسية مع الزمان وتصبح أكثر استجابة للانفعال.
ما أنت فيه لن يستمر وما تعانيه لن يدوم، فلماذا لا تقرر من اليوم ان تكون حاضرا بوعيك في مواجهتك الفعلية للضغوط.
الإشكال ليس فيما نعيش لأننا من نختار إما الشجاعة أو الاستسلام.
أي شعور أنت عليه اليوم حاول ان توجد فيه بصيص نور.
بالبداية ستجد صعوبة لكن مع الممارسة ستكون لديك طريقة واضحة في التعامل، مارس نشاطا بدنيا، تحرك، غيّر المكان، حاول ان تكسر ركود الظرف الذي تواجهك فذلك يجدد الذات ويجعلها يقظة أمام أي انفعال.
حين يكون قلبك مليئا بالثناء والحمد بقناعة المؤمن الحق الذي لا يخالط شعوره سخط أو استسلام سيكون لديك مستودع من المشاعر الطيبة التي تدير الموقف وتجعلك تخرج منه بالأفضل.
(ليش أنا؟ تضعنا دوما في الوراء).
@Dr_ghaziotaibi