لكل إنسان منا قناعات تحكمه وتحرك دوافعه النفسية والشخصية، ولو افترضنا ان هذه القناعات ليست سليمة فلن نستطيع ان نجعل هذا الإنسان ينفك عنها الا بالازدواجية في الشخصية.
فتجد لديه شخصية في الظل وفي النور.
وعلى هذا قِس كم هناك من شخص يظهر عكس ما يبطن ويتعامل بمنظور مقصور بعض الشيء!
تجد ظاهره الخوف على «الدين، الوطن، الناس» وباطنه الخوف على مصالحه.
ومن هنا يتجدد مفهوم خطير تأصل في النفوس وهو النفاق.
ان أظهر أفضل ما عندي من التزام شخصي لأنال السيادة أو القبول الاجتماعي وليس لأنني فعلا أمثل قناعاتي.
فحين يكون الإنسان عبدا لمصالحه تظهر صورة حقيقية عن الأنا الخفية.
تقدم في المحكمة شخص ادعى عليه إخوته الورثة بأنه استولى على ممتلكات تخص والده بالباطل، فكان القلق ظاهرا عليه لكنه استعطفهم بجملة: أهكذا الأخوة تصدر الشك والظن؟
ليس هذا ما زرعه والدنا فينا أين الأخلاق واحترام الكبير؟ فقال أخوه الأصغر: وأين الضمير؟
كلما تعرض للمواجهة عالج الخطأ بخطأ أكبر حتى بانت نواياه.
فمسرح أي جريمة أخلاقية شخص يحاجج ويناقض نفسه يستتر خلف معاني سامية لتصبح مظلته في التأثير والفرار من المواجهة.
واختتام المواقف دوما بدوافع وحجج تناقض بعضها حتى يقع في شرها.
وهناك الكثير من القصص التي تدار بالدواوين عن كيف يقنعك فلان بشيء وهو يفعل عكسه وهذه من الأمراض النفسية التي متى استحكمت في الإنسان أصبح عبدا للمال والمصالح وكل المغريات.
لتطهر نفسك من ذلك عليك بالصراحة مهما كان وبالاعتراف بالخطأ والاعتذار لنفسك أولا ان ارتكبت في حقها ما يجعلها تنجرف خلف نزواتها.
Twitter @Dr_ghaziotaibi