لكل مشكلة حل إذا بادر الإنسان لرؤية نفسه خارج أبعادها وبدأ بمعرفة دوره في تفاقمها أو الحد منها.
البعض في مواجهته للمشاكل يلجأ لان ينكر مسؤوليته تماما فيرمي بها على غيره ويدور في دائرة مليئة بالشكوك.
والانفعالات تؤدي به في نهاية الأمر إلى إحداث المزيد من المشاكل.
مشكلة منفعلة ومشكلة مفتعلة: الفرق بينهما ان المنفعلة تتغذى على الأنا والمفتعلة على مخزون قديم من الانفعالات، فيصبح التقاؤهما دوما عند نقطة اللامسؤولية.
والهروب من المواجهة للوقوع في الكثير من المشاكل، حينها يفتقر الإنسان إلى المرونة ويصبح أكثر استعدادا للأسوأ فتجده يهاجم دون داع أو يختلق نقاط خلاف دائم ليكون هو المجني عليه وليس الجاني فتزداد الصدود لخلق أسباب الخوف، ويصبح يدور حول عقدة كبيرة لا تنتهي من المشاكل النفسية، وهذا يجعلنا نعود لنقطة البداية من المسؤول؟ قد لا تكون أنت لكن سماحك للمشكلة بالبقاء في أفكارك وسيطرتها على ذاتك قد يجعلاك عرضة أكثر للمزيد منها، أول خطوة لحل مشكلة هي أن نواجهها ونتعامل معها في الحال، ولا نجعلها تمكث لأيام أو شهور ونحن فيها ندور.
حين تخلق حماية من تأثير المشاكل عليك ستسهم في حلها، فلا تجعلها تخرجك عن طورك أو تتحكم بمزاج يومك.
التواصل مع المشكلة هو بداية إما لحلها أو استمرارها.
لو كنت ممن يتواصلون مع مشاكلهم بالشكوى والحيرة واستخدام عبارات مثل حظي وأعرفه أنا لست سعيدا، قد تتحول المشكلة إلى سلوك فتصبح تقيس عليها الموجود، وهذا يكلفك دوما خسائر أكثر واستيعابا بطيئا، لأنك ستصبح تتعامل بمنظور مقصور ورؤية محدودة.
أما لو تعاملت معها بمسؤولية وواجهتها وجه لوجه فستصبح أكثر منها معرفة بمداخلها ومخارجها، وستبني جسرا بينك وبينها تستطيع من خلاله أخذ الذات لمكان أكثر أمانا واستقرارا بواسطة الأفكار.
قد يستصعب البعض الحلول وينظر إليها بشكل مستحيل؛ هذا لأنه مازال عالقا في شباك أثر المشكلة ولم يتعامل معها بشكل صحيح، فالبعض ينكر ما يحصل أو يدمن حلولا وقتية، وقد يتجاهل حتى يقع الفأس بالرأس، ويصبح التعامل أصعب بمرات.
الحل دوما في متناول يديك إذا واجهت المشكلة من بدايتها وعرفت كيف تفرز الأولويات وتواجه الذات وتضع النقاط على الحروف، فمثلا تفصل دورك عن موقفك، وردة فعلك عن قرارك، وتجعل من التأني والصمت وسيلة لفهم الأمور حتى لا تخرج عن نطاقها المحدود.
تواجهنا كل يوم مشاكل لو توقفنا عندها لتوقفت حياتنا عند الشقاء وأصبحنا أكثر عناء ندمن التوتر ونقع ضحية الانفعال والغضب.
لذلك من الذكاء ان تنظم وقتك عند مصادفتك لأي مشكلة، تقوم بمهامك، تنشغل بنشاط، تمارس الرياضة، ترفه عن الذات، تجرب عادات صحية؛ لأن كل ذلك بمنزلة جنود خفية للمواجهة الصحيحة الفعلية.
الإسهاب في الحديث عن مشاكلك طوال الوقت يضخمها ويجعلك تبالغ بشكل كبير في رؤيتك لها.
لذلك من المهم ان يكون لنا صوت واضح كحد فاصل بين التعاطي مع التأثير والانغماس فيه ليكون لنا فهم جديد.
مشاكلنا هي أبواب جديدة لمعرفة أنفسنا فلا تجعلها قيودا وسجنا للذات بل فرصة لمعرفتها عن قرب ومنحها ما تحتاج.
كل مشكلة لها باب مفتاحه بيدك أنت من تستطيع أن تغلقه بإحكام أو تفتحه باستمرار، لو اتخذت القرار بأن يكون تركيزك على إيجاد حل أكبر من وجودك بالمشكلة.
المشاكل معالم قد تكون بارزة ليكون لنا ردة فعل واضحة وقد تكون مغمورة لنعود ونضع أنفسنا بالصورة.
Twitter @Dr_ghaziotaibi