الرفاهية المنشودة لدى البعض تكمن في أحوال مادية جيدة، لكن ماذا عن الرفاهية النفسية بمعناها الواسع الذي يحتكره البعض في الماديات فقط ـ لكن حتى وإن وصل إليها يتبقى لديه شعور فارغ مليء بالتساؤلات: لماذا أنا حزين مع انني ابتعت ما أريد؟
في الحقيقة هذا نابع من تحجيم الإنسان لنظرته للحياة.
فنحن نقول: سنشعر بالسعادة لو حصلنا على ترقية، سأشعر بالراحة لو حصلت على ذلك الشيء.
رغباتنا تسيطر على حياتنا طوال الوقت وذلك خطأ لأننا نشبع شيئا على حساب شيء آخر.
حين يكون شغلنا الشاغل ما نريد سنخرج عن نطاق طلبه السليم ويبدأ لدينا شعور مرض لا يهدأ يبدأ بالإلحاح وما ان نحقق ما نريد حتى يغير الموجة لشيء جديد.
ذلك النوع من التطلب يحتاج منا تدريبا متواصلا لنتصدى لمثل هذا النوع من الأفكار، فكل شيء نريده بشده كان فكرة غذيناها بالتركيز فاحتلت جزءا كبيرا من التفكير.
حين نوسع مداركنا في هذه الحياة تتنوع مطالبنا، وذلك هو الشيء الصحي الذي يثير في أنفسنا الطموح للأفضل.
لو كنت تشغل نفسك بالرغبات فوق المعتاد إليك النصيحة التالية:
٭ لا تقاوم الرغبة بل حولها لأهداف.
٭ اعرف ماذا تريد دون النظر إلى ما عند الغير.
٭ تعلم لغة الطلب التي لا تثير في النفس القلق.
٭ أنصت للرغبات فذلك يجعلك تطلق سراح الزائد ليتضح لك المهم واللازم.
نحن كبشر يكون لدينا مخزون مغلوط عن معنى السعادة، لذلك البعض يختصرها في الزيادة والآخر يراها في الكمال ولكن كل شيء متكامل يبدأ بترابط الأخذ والعطاء مع الرغبات.
حين ترغب في شيء بشدة أعطه مهلة محددة.
اسع للحصول عليه خطط لكيفية الوصول إليه وبعد ذلك توقف لينهمر إما بالمنال أو يكون شيئا ليس بمقدورنا فيصبح لدى النفس قناعة تكمل بعدها ولا تتوقف عندها، فعملية التبادل تمنح ما نريد طابع النمو الصحيح.
الرضا في النفس بمنزلة صمام أمان يخلق توازنا كبيرا في الذات، وهنا لا نتطرق بالمعنى التقليدي والشكلي للرضا.
لابد ان تكون مقتنعا بما عندك قناعة تمنحك الشعور بالأفضل كأن تقول لنفسك: أنا سعيد بما عندي.
أيا كان لأن الأصل الشعور به فكم من قليل بالشعور أصبح كثيرا وكم من كثير بالشعور به انتقصناه.
Dr_ghaziotaibi@