حديثي عن ذلك الشعور بالقلق وماله من حيثيات وكيف يتمكن هذا الشعور القاتل من الإنسان، ربما أول الأسباب التي تدعوه للنمو هو فقدان السيطرة على الأفكار ومن ثم ينتقل هذا الشعور إلى مرحلة متقدمة من الخوف وكل ذلك بتتابع مستمر.
ما العلاقة بين القلق والخوف؟
القلق فكرة تحولت الى شعور الخوف وشعور تطور من سبب مجهول أو معلوم، منحته الكثير من الغموض وبنيت حاجزا بينك وبينه من الصور الذهنية التي تتطور حتى تصبح عينا ترى بها واقعك.
متى بدأ تاريخ القلق المرضي لديك؟
القلق بدأ معي منذ كنت في المراهقة حيث كنت أعتبر نظرة الناس هي المقياس لثقتي بذاتي.
وآخر يقول: شعرت بالقلق عندما أصبحت أفكر في المستقبل وبدأت الحالة لدي تتطور فلم أعد أسيطر على ذلك حتى أصبح لدي خوف من المجهول أعبر عنه بالإفراط في العمل وعدم أخذ فترة راحة وازدحام جدول مهامي.
القلق يا سادة ضيف ثقيل نحن من نفتح له الباب وندخله حياتنا، ونحن من نعاني بسببه ونتمنى لو أننا نستطيع الخلاص منه، لأنه حين يكون هناك أساس بيت خربان وتبنيه دون اهتمام سيقع بالأخير على رأسك، هذا هو بالضبط ما يحصل حين يترك الإنسان نفسه للقلق ويتمادى فيه.
حين تشعر بأن هناك أي خلل في مشاعرك وتعاملك أفكارك توقف للحظة، نعم توقف عن كل شيء تفعله أو تقوله أو تفكر فيه وخذ فترة صراحة وتعبير مع نفسك، كن كصديق ينصت إليها ولا بأس لو امتد ذلك لأيام، المهم ان تخرج مرتاح البال، فالراحة بعد التعب هي التي تفتح بصيرتنا نحو السبب والعلاج معا.
العلاقة مع القلق تبدأ حين تترك نفسك لمجريات الحياة دون أي انضباط، فتصبح لديك حالة من التسليم والإحباط تظن فيها انك بذلك تواجه الصعوبات وفي الحقيقة أنت تزيد حياتك سوءا، وتنشأ لديك حالات من الانفعال تسبقها مشاعر ذعر تصاحبها لحظات من التصرف غير المسؤول، وكل ذلك يلتقي عند نقطة واحدة هي عدم استيعاب نفسك في الوقت الحالي.
قلق ووعي لا يتفقان، فدائما القلق يسبقه كومة ظلام وجهل لدى الإنسان ويليه شعور بعدم الارتياح، يزول القلق حين يتقبله الإنسان كشعور وليس كحالة لأنه بذلك يسمح لنفسه بممارسة ذلك وإيجاد مبرر وعذر لكن حين نتقبل مشاعرنا يصبح لدينا ممر مضيء من الأسباب التي تساعدنا على تخطي ذلك.
إذن هل القلق من صنع الإنسان نفسه أم الظروف؟ في الحقيقة هو تأثير الظروف الذي لم يتعامل معه الإنسان ولم يجد طريقة للتكيف إلا بالاستسلام لأفكاره ومشاعره.
كيفية الوقاية من القلق؟
القلق هو فكرة ترجمها الإنسان الى واقع، لذلك السيطرة على أفكارك بداية الوقاية،
وتقبل ما أنت فيه يساعدك على إبقاء الفوضى التي تراها عالقة في مسار التعايش الذي في الأخير يجعلك تجد حلا جديدا.
تعرض أحدهم لحادث أليم ظل فيه حبيس الفراش، وهو في مرحلة التعافي حاصر نفسه بالأفكار السوداوية والأمور التي تجعله شخصا سلبيا، وحين بدأ يتعافى أصبح يشعر بقلق كبير خلف مقود السيارة وتصيبه نوبات تعرق وخفقان، كل ذلك لأنه يستعرض شريط الحادث أمامه.
عدم تجاوزنا للتجارب السيئة في حياتنا يجعلنا نصاب بالقلق من أمور لم تكن تشكل لنا أي تأثير في السابق.
إذن كيف أتعامل مع الأمور السلبية التي تحدث في حياتي، ببساطة بسطها، لا تجعل لها علاقة بك، دوما تعامل معها على انها تحد وليست عقابا لتتمكن من إيجاد كلمة تصف بها تلك الواقعة وتصبح في المستندات النفسية معنونة بجملة إيجابية.
Twitter @Dr_ghaziotaibi