الصعود إلى الهاوية ومحاولة السقوط من أعلى للنظر لأسفل ثم التراجع نحو الوراء بصخرة كبيرة مربوطة بإحدى الأرجل.
هذا هو بالضبط ما يفعله فينا انتشار أي مشكلة نواجهها نبدأ بتناول الموضوع بكثرة.
وهذا ليس خطأ لكن الخطأ أن يكون تأهبنا مرضا يفتك بأنفسنا وتوجسا من كل شيء وفقداننا لأهم سلاح وهو التوكل على الله.
طريقة تفاعلنا مع الأخبار التي تدور حولنا والكوارث التي قد تصيبنا هي التي تضعف مناعتنا النفسية قبل الجسدية.
البعض أصبح يتابع أخبار هذا المرض ليل نهار والخوف هو الذي يحركه حتى تستحوذ عليه أفكار سوداوية. وهذا يا من تراه ما له سيرة غير دريتو كم حالة في الوطن العربي أصيبت به للحين وشغل الإحصائيات.
مشكلتنا أننا نظل واقفين عند أي شيء يصيبنا وهذا حتى في أمور الحياة البسيطة.
لم نتعلم كيفية الاستمرار ونكمل حياتنا عادي. وما يزيد الطين بلة هو الإعلان المكثف في كل مكان الراديو والتلفاز تتابع تويتر والأخبار الكل «صار واقف» عند ذلك بخوف شديد وترقب لئلا يكون المرض وصل عندنا كفانا الله وإياكم شره.
التركيز على شيء يزيده وبدل التوجه للحل والعلاج وكيفية الوقاية، نصبح في رهان الخوف مجرد خبر مفزع نتناوله آليا في الصباح والمساء.
أحدهم يقول تصدق يا دكتور: صرت أبحث عن أعراض المرض وأتوهم أنني أعاني منها وبت اقرأ كثيرا عنه مما أفقدني الشعور بيومي، وصرت سلبيا ومنفعلا زيادة عن اللزوم.
بالفعل ستكون كذلك لان العقل أينما وجهته وجدته.
توجهه نحو الصحة ستجد عدة أمور تشكر الله عليها.
وحين توجهه للمرض سيبدأ بإخبار الجسد بأنه يعاني خلل وتوهم ذلك.
لا أقصد من ذلك أن ننغلق على أنفسنا ونرفض الانفتاح على ما يدور خارجنا، لكن نتعامل مع كل وضع بما يناسبه، نعرف ونعي ونأخذ الوقاية لكن لا نجعل ذلك شغلنا الشاغل ويثنينا عن أمور كثيرة في الحياة تحتاج إلى اهتمامنا وتسليط الضوء عليها بشكل مكثف.
تقبل أي مشكلة لابد أن يكون في نطاق وعي وإدراك وتركيز على العلاج واليقين بأن ما كتب لنا سيصيبنا، فلابد أن يكون ذلك الامتحان بمنزلة زيادة إيمان وتوكل على الله.
Dr_ghaziotaibi@