في أكثر الظروف اضطرابا قد نمر بصعوبة في التعبير عن مشاعر الذات.
نصاب بحالة من الجمود رافضين البكاء مهما قلنا نشعر بأننا لا نصف مشاعرنا بشكل واف.
نوبات ضيق مستمرة تلازمنا رغبة في الانفعال دون سبب، غضب عارم ملامح عابسة.
نشعر بان بداخلنا نارا مشتعلة.
وذلك عادة بسبب اختزال كمية مشاعر من غير طبيعي ان تكون تلك هي مشاعر الذات، مثل الغضب والغيرة والحقد
فتكون خرجت المشاعر عن طبيعتها وانحرفت، لذلك تتحول لتوتر.
كثيرا ما تجد شخصا يقول: أنا عصبي دون ان أعرف السبب.
أتمنى ان يكون اتضح لك الآن.
نمر أيضا بهذه الحالة النفسية حين يتخطى استيعابنا الأمور التي تحصل حولنا.
وحين نراكم كل شيء فوق بعضه ونقاوم ما نشعر.
النفس لا تستطيع ان تتحمل فوق طاقتها، لذلك تحول هذا الحمل الثقيل لأفكار ومشاعر تعود عكسيا على صحة الإنسان.
كأن يصاب بعارض صحي كالصداع أو غيره من الأمراض التي ليس لها أي سبب طبي ملحوظ.
بالبداية تشعر كما لو ان العالم كله ضدك فتصبح كمن يصارع الأمواج ويخبط بهذا وذاك.
وتسأل نفسك نهاية اليوم: لماذا أشعر على هذا النحو من السوء؟
تفسير ذلك هو عدم تعبيرك المستمر عن محتوى مشاعر ذاتك فبعضنا يؤجل البكاء حين يداهمه أو يقاومه ظنا منه ان ذلك يعالجه.
حين تغضب عبر عن ذلك بالبكاء أو بالكتابة أو أي وسيلة تخفف من الضغوط لديك.
فحين تبصر النور بعد الظلام لا بد ان تفرك عينيك لكي تستعد من جديد لاستقبال هالة النور كل يوم.
قد يصادف انك تتعامل مع أحد المقربين بنوع من المجاملة حتى يتحول ذلك لشعور بالضيق وانك لم تعد تستطيع ان تتحمل.
في النهاية تنفجر بوجهه مرة واحدة دون سابق إنذار فيصبح هناك إشكال.
تعلم ان تقول (لا) بلباقة واحترام فذلك يجعلك تعرف متى تقول (نعم) بثقة واتزان.
حل مشكلتك أولا مع نفسك لتستطيع ان تتعامل مع مشاكلك مع غيرك.
ضع لك أساليب تعامل تطبقها دون استثناء:
لو كنت تشعر بضيق وملل وعدم رغبة في عمل شيء لا تقطع وعودا للآخرين وحاول أن تختلي بنفسك حتى تعبر عن مشاعرها بحرية وتضبط أي خلل تعيشه وتتجاوز الحالة النفسية التي تعيشها.
وحاول ان تخبر من حولك بذلك لكي لا يزيد الضغط عليك فذلك يجعلنا نتحرر من أي قيود تكبلنا ونتخلص من أي ضغوط تهددنا.
مقاومة أي شيء يعطي نتيجة عكسية ببساطة إذا كنت تشعر بانك مضغوط فعليك الانسحاب والجلوس مع الذات ولو لساعة فذلك يبعث السكينة ويعطي الذات جملة مفيدة لما تشعر.
كلما كنت تتواصل مع ذلك اسرع أصبحت أكثر سلاما مع الذات والناس.
البكاء نعمة عظيمة، بعض الناس تحرم الذات منها سواء بسبب أعراف او تقاليد مثل الرجل لا يبكي والبكاء ضعف. لا تحرم نفسك كلما شعرت بانك بحاجة لذلك.
البكاء ليس سلبيا، السلبية تكمن في ماذا ستفعل بعد البكاء هل تكتئب أم سترتاح وتعيد النظر من جديد في إيجابيات الحياة؟
حاول ان تستجمع قواك بعد أي خلوة مع الذات، لا تستسلم للضعف والمعاناة.
بل ابدأ خطوة جديدة في إصلاح ما انكسر لو تعصبت على أحد اعتذر ولو قصرت في عمل افعل الأفضل ولو تهاونت في صحتك اتبع نظاما صحيا.
كلما كنت تركز على بعد ذلك... أصبحت تعيش في تناغم.
من المهم الا نتجاهل مشاعرنا حتى لو كانت كومة حريق لا بد ان نسعفها إما بممارسة رياضة أو نشاط وحتى الحركة وتغيير المكان كل ذلك له تأثير إيجابي على الذات.
لا تضع يدك على خدك وتلم حظك أو تتعذر بعدم قدرتك وان هذا طبعك فالطبع ليس غلابا بل هو مغلوب إذا وجد التطبع ممارسة تقوم فيها كل يوم.
@Dr_ghaziotaibi