في تفاقم أي مشكلة تواجهها إذا لم تكن على وعي كاف ستتحول المشكلة لعدة مشاكل تقع فيها.
لذلك نحن نركز دوما في العلاج على تقبل الإنسان للمشكلة أولا ليستطيع ان يتأقلم معها فتصبح العلاقة أخذا وعطاء حتى يتمكن من السيطرة عليها دون عناء.
لو تواصلت مع صلب الموضوع فستجد انك بدأت تمسك بالخيوط التي توصلك للفهم المطلوب.
التملص من مسؤولية أي مشكلة يضعنا أمام مشكلة أكبر وهي مشكلتك مع ذاتك فتجد انك تبدأ بانتقاص قدراتك وبجهل نقاط قوتك التي ترتكز عليها ستبدأ هشة حتى تنكسر أمام أبسط الأمور.
سرعان ما يندهش الإنسان من كمية المشاعر التي كانت مسيطرة عليه في وقت غضبه كيف تزول حين يعي ما فيه وماله وعليه.
وتنكشف أمامه أسرار عديدة عن ذاته فليس كل شيء يحصل يحتاج منا الى الاهتمام ببعض الأمور خسرانها غنيمة وتجاوزها علاج.
لا بد ان تضع كل ما تمر فيه بميزان وتوازن بسؤال ذاتك هل يستحق مني كل هذا الاهتمام؟
هل أنا مجبر على ذلك ام أنني من اختار ذلك؟
كلما نظمنا الحالة الانفعالية بالسؤال والجواب استطعنا ان نلخص ما نعانيه بكيفية التصرف معه وفيه.
المرونة مهمة ان تكون مرنا يعني ان تنقل عقلك من وجهه أكثر ضبابا لمكان أكثر استقرارا.
أن تعطي نفسك الوقت لأن تعيش الأمر وتفهمه ذلك مرونة.
أن تتقبل فكرة حدوثه، ذلك هو التصالح الذي يجعلنا في انسجام مع أنفسنا حتى وسط أزمتنا.
ردة الفعل أهم من الفعل نفسه لأنك تستطيع بردة فعلك ان تعطل أو تفعل تأثير الفعل عليك.
لذلك فكر قبل ان تتصرف، هل يستحق منك ما صار كل هذا الانفعال حينها ستتوازن الذات.
سألني أحدهم: كيف أكون حازما مع أبنائي وأستطيع ان أفرض عليهم ما أريد؟
قلت: لست مضطرا لأن تعطي أوامر أو تكون شخصا صارما فحين تحاورهم بالمسموح والمرفوض وتعقد نقاشا بوجهة نظرك وتستمع لهم سيكون هناك اتفاق واقتناع وتبادل آراء وربما إقناع.
أما الحزم لمجرد انك أب فذلك يجعل قرارك متسلطا في نظرهم يفعلون ما تقول بدافع الخوف وليس القناعة.
إذا أردتم ان تعرفوا حقيقة مشاعركم والسبب خلفها تأكدوا ان المعرفة ستبث بداخلكم الأمان وستجعلكم تواجهون الموقف أيا كان اسألوا ذواتكم ماذا أشعر ولماذا؟
بذلك تجعلون تركيزكم يسلط الضوء على السبب والعلاج معا.
بدلا من أن تلوم الناس والواقع والظروف والزمان والمكان ابحث في نفسك عن الأسباب.
إذا كان خصمك هو أفعالك، اختياراتك، قراراتك فلن تقاضي إلا ذاتك.
لا تكونوا كمن هرب من ظله فلم يراوح محله.
Twitter @Dr_ghaziotaibi