حمل سيفه لا هو الذي انتصر ولا هزم، فمعاركه مع نفسه لا تنتهي.
كل معركة تستنزف طاقته وترديه قتيلا.
ولأنه في زمن الكورونا أصبح الحصار يضيق عليه والحجر يخرج أسوأ ما فيه.
ومع العزلة أصبح لا مفر من مواجهة نفسه التي اهملها وأجحف بحقها وانتقصها وقلل من قيمتها.
الحجر المنزلي فترة وسيزول بإذن الله لكن حجر العقول الذي نصبت نفسك فيه السجين والسجان.
حتى أفرطت في تناول المعقول فأصبح لا معقول.
وتماديت في استثمار أي لحظة حزن عليها تعول سبب ما أنت عليه اليوم.
أيها الإنسان، ان كان ولابد من الكلام فسأقول لك انك لو ضعفت أمام كل شيء فلن تضيع عن القوة التي وضعت بداخلك لتعرف متى تعترف بضعفك وكيف تقوى.
العزم الذي يشرق من عينيك حين تصر بإرادة على أمر ما من الصعب ألا تراه.
فلماذا تجعل أفكارا بالية تحكم عقلك وروحك؟ لماذا تجد نفسك رخيصة بنظرك وتختصرها في رغبة قد تتحقق وقد لا؟!
وفي الحالتين أنت الرابح فكل يوم تعرف عن نفسك أكثر ستدرك رغباتك بنضج أكبر.
كيف تسمح لمخاوف ان تكسر قلبك، ان تبقيك بعيدا عن حلمك،
ان تستثير ثقتك بنفسك، وان تعصر روحك فتصبح على أقل سبب تذوب في هجوم لا نسمع منه سوى تكرار كل ما صار لك في هذه الحياة وجعله شريطا تصر على ان تعيده من الأول كلما أردنا منك ان تواجه نفسك.
قلنا لك الأول تحول فلماذا لا تنسجم مع ذلك؟
لماذا تقول كل شيء ضدي وأنت الوحيد بأفكارك الذي تحول بينك وبين تسوية الأمور؟
كيف تحجم القرار وتسلبه الخيار بحجة انك تخاف؟
لماذا تأخذ تجارب الناس مقياسا وهي التي تجعل كيسك مثقوبا أمام كل جديد تجد نفسك فيه؟
فالفهم الذي يخلو من وجهة يحدد فيها الإنسان ماذا يريد من جديد يجعل كل الوجهات عنده تصبح واحدة.
في رغباتنا نعيش لكن بدون معرفة حاجاتنا نستهلك الأخضر واليابس ونظل كالنار المشتعلة تريد المزيد ولا يرضيها شيء.
فالحاجة دوما مصدر توجيه وليس اكتشاف، لذلك يضلل الإنسان نفسه عنها ويحجبها بكل الطرق لتبدو مجهولة أو ذات صوت خافت.
فيزداد الإلحاح على الرغبات وتصبح هي المتحكمة الأولى بالمزاج والنفسية والأفكار.
سرعان ما تزول الفروق السبع عن حالنا اليوم وأمس.
كل يوم نعيشه في مواجهة هذه الأزمة سنجد باستمرار من يختلق الأعذار ومن يخلق الحلول.
Twitter @Dr_ghaziotaibi