لاحظت مؤخرا في ظل الحجر المنزلي اندماج المراهقين والأطفال مع تطبيقات الهواتف المحمولة ومحاولتهم التأثر بها بطريقة تلقائية حيث تتم برمجة عقولهم ونفسياتهم، وقد تكون السلوكيات الممارسة أشد وقعا وتأثيرا بالسلب على سلوك الفرد، فالممارسات الفردية من أي أشخاص تصبح بعد ذلك «هوية شخصية» تضيع فطرتهم الطيبة، ويتم ابتزازهم من قبل البعض أو يتعرضون للتنمر.
وهنا أشير إلى ضرورة مراقبة محتوى ما يتابعه ابنك بأسلوب الصديق وليس أمرا وضربا.
نصيحة: حين نشبع أوقات أبنائنا بممارسات ونشاطات تخرج مواهبهم وتنمي إبداعهم كتعلم هواية جديدة وسؤاله :ماذا تحب؟ فذلك يوثق العلاقة بينك وبين ابنك ويشغل وقت الفراغ لديه، ويمكنك من زيادة وعيه، فلا تقل له هذا ممنوع بل اجعله أمام عينيك يمارس ما يحب ليكون ذلك حصنا ودرعا له من أي شر.
محتوى المشاهدات المنتشر بين المراهقين هذه الأيام يسرق منهم كينونتهم الخاصة،
يغيب عقلهم عن الفائدة ويجعلهم مضطربين أكثر ومنفعلين، فالتأثر بالمحتوى أيا كان يجعل الإنسان يجد نفسه أقل، وتدني التقدير الذاتي هو من أخطر أسباب انحراف الأبناء.
من أول السطر: نصيحتي لك بطي صفحات اليوم، فقد يجد الإنسان نفسه بين أخبار تضج باليأس ويتبادر الى ذهنه سؤال: هل سيستمر هذا الوضع؟ وكأننا نسينا أن الصعاب أوقات يوما بعد يوم تختفي لتصبح كأن شيئا لم يكن.
معك حق! فالحجر حين يكون اختيارا يحقق المنال لكنه حين يكون إجبارا للحفاظ عليك وعلى غيرك يتبادر للنفس شيء من الضيق والاكتئاب، وقد تتطور بعض المشاكل النفسية إذا لم ينتبه الإنسان لنفسه، بما يفكر وبماذا يشعر.
وقد تكون صورته الذهنية علامة فارقة لابد أن نقف عندها، فإذا تخيلت أن الوضع سيئا فسيزداد، وإذا رأيته ابتلاء وامتحانا وبعدها ننال الفرج والدرجات فسيصبح الأمر مرهونا بإشارة منك إما نجاة أو شقاء.
لا يوجد شيء يسيطر على الإنسان مثل نفسه وتخيلاته وأفكاره، فما يقوله دائما ويقنع نفسه به: معك حق! إذا شعرت بالضيق والتوتر لكن لا تطول معك حق، لو حسيت بشيء من الخوف والضجر معك حق لو شلت هم الغد والمجهول.
حين يكون لديك أمل وتوكل على الحي القيوم، ولا أقصد هنا التكرار فقط لمجرد نسق العبارات، بل هذا الوقت هو وقت اللجوء الحقيقي إلى الله، فالإيمان الحقيقي يبزغ فجره في الأزمات وليس وقت النعم.
ستخرج من ذلك، لكن لابد أن تستخرج من ذلك عدة جديدة وأدوات تتحكم من خلالها في الذات وفي المشاكل النفسية والاضطراب.. وكيفية التعامل مع نفسك وأهل بيتك! إذا حولت المسار لاكتشاف الميزات في الشريك والأولاد وانشغلت بذلك فستجد طريقا للمحبة تملأ به النفوس، وإذا ركزت على السلبيات فستدمر البيوت.
Dr_ghaziotaibi@