أي إنتاج ذهني في الحياة تغدو معالمه واضحة حين نحيله من كونه فكرة إلى ضرورة أن يصبح واقعا ونعمل على ذلك.
فكلما كانت الإنتاجية تأخذ الإنسان لمواطن خالية وتجعله يعيد اكتشاف نفسه فيها والتنقيب عن الموارد الأساسية ليكون واجهة فكر حضارية.
يتحول الدافع الأساسي في هذه العملية لاستحقاق ذاتي، ومن هنا يتضح لنا كيف يبلغ كل تحقيق أشده حين نكون واثقين من أننا نستطيع ان نحققه.
فكل ما ترميه على شاطئ أفكارك وتتركه بين مد وجزر الأفكار دون مسؤولية ستعود وتجده يغير أحوالك، وبعد مدة ستصبح له قدرة على التحكم بمزاجك.
لذلك، انتبه لكل ما يحصل، يستحق منك أن تشغل نفسك أعط كل شيء حجمه يعود لأصله.
مدخولك النفسي ان كان يستقطب الأمور التي تحدث ولا يصدر أهدافا شخصية بالمقابل تجعل الوقع أخف، سيعتاد على ان يستنزف.
التأثر دون التأثير وهذا صعب على النفس بالتأكيد لكنه خيار متاح للجميع.
حين تعتمد على الواقع في راحة أو شقاء الذات ستصبح مستعدا للتأثر بالسلبيات.
أي طبيعة نفسية إذا كانت تبدو مضطربة كان السبب يعود إلى طريقة تفاعلها مع الأمور البسيطة حتى الأشد تعقيدا فإن كنت على كل شاردة وواردة تتعصب وتغضب ففي مواجهة الأصعب ستنهار وتضطرب.
الصورة كالتالي حين تفضي جيوب النفس من المعاني وتبدأ بتعبئتها من كل فاض ستكون لديك صورة مشوشة غير متزنة وانشغالا غير مبرر بكل ما يحصل.
متابعة مجريات الأحداث تستوجب التالي:
١- كل ما تراه الآن لن يبقى كما هو بحجمه ووقعه.
٢- كل ما يحدث لن يستمر.
٣- النظرة للأمور يجب أن يكون لديك مفهوم يخلو من اللوم.
٤- ردة فعلك عليها سيكون فكرك.
المد والجزر بين الفكر والواقع لابد أن يلتقي في النهاية عند بر الأمان مهما كان.
تجاوبك مع الأمور دون أن تضع احتمالات ينقذك من الغرق في المتاهات ويجعلك مستقلا بعواطفك عما يحدث تدرك ان ما يحدث لن يدوم للأبد فتتقبله فيزول عنه اللغط ويصبح هدفا جديدا تبصر فيه ذاتك وحياتك.
المسألة ليست ماذا حصل بل كيف ترى ما حصل؟
فالرؤية الذهنية واجهة الفكر الحية تغلف أي حدث وتعطيه صلاحية غير منتهية، لذلك رؤيتك للأمور اجعلها تخلو من ثلاثة:
١- تعاملك على أنها ستدوم ولن تنتهي.
٢- الشعور بأنك الوحيد الذي يعاني ذلك.
٣- إصدار الأحكام.
Dr_ghaziotaibi@