كشفت لنا الظروف الاستثنائية التي تمر بها الكويت، والعالم أجمع، والمتمثلة في انتشار جائحة فيروس «كوفيد 19»، عن الأهمية البالغة والضرورة الملحة للاعتماد على الكفاءات الوطنية والعنصر الوطني والعمل السريع على إحلاله مكان غير الكويتيين في أسرع وقت، بما يصب في الصالح العام.
ويجب علينا في الفترة المقبلة أن نجعل كلمة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، التي ألقاها سموه في 9 مايو الجاري بمناسبة العشر الأواخر من شهر رمضان، نبراسا نهتدي به، والتي قال فيها سموه: (لقد دعوت في العديد من المناسبات إلى تركيز جهودنا لبناء اقتصاد مستقر ومستدام أساسه الإنسان مستغلين ثرواتنا الطبيعية التي حبانا الله بها.
كما وجهت إلى مراجعة منهج ونمط حياتنا اليومية وترشيد استغلال مواردنا وتقليل الاعتماد على الغير في أعمالنا).
فالاعتماد على الغير بات أمرا غير مجد للكويت، وبات يؤثر سلبا على العديد من النواحي في المجتمع الكويتي، سواء بالجوانب الأمنية أو الاقتصادية أو الصحية أو غيرها، ولا أقول أن نستغني تماما عن غير الكويتيين، ولكن لنبق على من نحن بحاجة ماسة إلى خدماتهم، لأنه ليس في مصلحتنا أن يستمر الخلل الحاصل حاليا في التركيبة السكانية، ولا أن نجد الشوارع ممتلئة بالعمالة الهامشية والمخالفة، التي باتت ظاهرة سلبية تحتاج إلى وقفة جادة وسريعة لمحاربتها.
يجب أن نتذكر جيدا أن التكويت لابد أن يكون مدروسا، لابد أن نضع الرجل المناسب في المكان المناسب، لأن الفترة المقبلة لن تحتمل أن يتم فيها الاعتماد على غير الأكفاء، وتتطلب أن يتم تسكين الكفاءات في الأماكن المناسبة، وأن تكون هناك فترة انتقالية يتم فيها تأهيل وتدريب الكوادر الوطنية بالشكل السليم، حتى تسهم هذه الكوادر في تحريك عجلة الإنتاج وتحقيق التنمية والطفرة المأمولة عقب الأزمة، ولا تتحول عملية التكويت إلى عائق أمام التنمية والتقدم في الفترة المقبلة.
يجب أيضا أن يتم تسكين الكوادر الوطنية، كل في مجال تخصصه، لأننا وعلى مدار سنوات كنا نعتمد على سياسة الانتداب من مكان عمل إلى آخر لسد الشواغر، خاصة في الوظائف القيادية، وهذا بالتأكيد أثر سلبا على جودة العمل في بعض القطاعات نتيجة لعدم خبرة البعض الكافية بمجال العمل الذي ينتدب إليه، ولا شك أن جميع القطاعات في الدولة مليئة بالكفاءات القادرة على قيادة الدفة وتحقيق طفرة وتطور في مجال عملهم.
ختاما، التكويت أصبح أمرا حتميا لا غنى عنه، لا أقلل من إخواننا الوافدين، لكن المرحلة المقبلة أعتقد أنها تتطلب – ليس في الكويت فقط – وإنما على مستوى العديد من الدول، تتطلب الاعتماد على الكوادر الوطنية، فأهل الكويت أدرى بحاجاتها، لكن التكويت لابد أن يزامله الحذر والتأني وحسن الاختيار حتى نحقق مصلحة وطننا الحبيب الكويت.
[email protected]