بعد عشرين يوما، التزمنا خلالها في بيوتنا خلال فترة تطبيق الحظر الشامل في الكويت بناء على توجيهات السلطات الصحية، عادت حياتنا اليومية تتنفس الصعداء من جديد، بعد إنهاء مجلس الوزراء الحظر الشامل والانتقال إلى الحظر الجزئي اعتبارا من يوم الأحد الماضي، لتكون هذه بداية العودة التدريجية للحياة الطبيعية.
خمس مراحل تدريجية ضمنها مجلس الوزراء وأعلن عنها في خطة عودة الحياة إلى طبيعتها، خطة أراها مدروسة بشكل كبير، ويبدو جليا أنه تم وضعها بشكل مدروس ومحكم - على الرغم من تحفظي على نقاط بسيطة كانت يجب أن تتضمنها - إلا أن ما يظهر للعيان أن الخطة تستهدف أولا وأخيرا صحة وسلامة المواطنين والمقيمين على أرض الكويت الحبيبة.
البعض يراها خطة طويلة الأمد لأنها تمتد لبعد منتصف شهر أغسطس المقبل، في حين أن دولا أخرى وضعت خططا للعودة خلال شهر واحد فقط والبعض خلال أقل من شهر، ولكنني أراها على صواب تام، فهذا الفيروس مازال مجهولا للعالم أجمع، وبالتالي العودة المفاجئة للحياة الطبيعية ستكون مغامرة كبيرة وغير محسوبة، ومع أي انتكاسة قد تحدث ستكون العواقب وخيمة وكارثية، وبالتالي فالأفضل والأمن ألا يتم الاستعجال في العودة للحياة الطبيعية.
الأهم في المرحلة المقبلة هو أن الخطة التي أعلن عنها مجلس الوزراء لا تعتمد على الجهات الحكومية ومؤسسات الدولة فقط، وإنما العنصر الأساسي الذي تقوم عليه هو وعي المواطنين والمقيمين، فلا يتصور البعض أن العودة إلى الحظر الجزئي تعني التهاون في الالتزام بالإرشادات والخروج والتجول في الشوارع دون الحاجة، بل إن الالتزام هو الهدف الأساسي الذي يجب الحرص عليه في الفترة المقبلة.
الإجراءات الاحترازية في أوجها في هذه المرحلة، فالجميع قد تدربوا واكتسبوا سلوكيات وعادات جديدة خلال الحجر الجزئي أو الكلي، مثل ارتداء الكمام وإلقاء التحية عن بعد وتنظيم الخروج من المنزل وتقنين الاستهلاك والحفاظ على التباعد الاجتماعي، وغيرها من السلوكيات التي تحول دون انتقال العدوى بالمرض، وهو ما نحن بحاجة ماسة للاستمرار عليه، لأن التساهل قد يدفع السلطات الصحية إلى العودة مرة أخرى إلى الحظر الشامل، إذا ساءت الأمور أو زاد معدلات انتشار الفيروس - لا قدر الله.
الخلاصة، في كل أزمة تكون هناك مسؤوليات ملقاة على عاتق الجهات الحكومية ومؤسسات القطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني وغيرهم من الجهات والأفراد، والتزام كل جهة بمسؤولياتها كفيل أن يجعل أي أزمة تنجلي، وفي أزمتنا وكفاحنا الحالي ضد فيروس كورونا المستجد، وتحديدا في المرحلة الحالية، المسؤولية الكبرى ملقاة على عاتق المواطنين والمقيمين، وهما مفتاح نجاحها حاليا، لذلك أدعو نفسي والجميع إلى الالتزام بالتعليمات والإرشادات الصحية في هذا الشأن، حتى نمضي قدما نحو المراحل الثانية والثالثة والرابعة، وصولا إلى المرحلة الخامسة وعودة الحياة إلى طبيعتها بإذن الله.
[email protected]