تعريف المقاطعة لأي شيء أنك تنفض يدك من الموضوع بتاتا وتقول أنا لن أقترب من هذا الموضوع ولن أساهم فيه لسبب في نفسك وهذا من أبسط حقوقك. لكن سالفة أنك تقاطع انتخابات الصوت الواحد وتقول فيها ما لم يقله مالك في الخمر ثم أثناء الانتخابات ومع اقتراب موعد التصويت تنشط بعمل الندوات وإجراء المقابلات لكل من يطلبها منك والموضوع الوحيد فيها هو الانتخابات وأداء الحكومة وسلبيات الحكومة وأخطاء الحكومة.. يا الحبيب ما تقوم به يسمى برنامجا انتخابيا باستثناء أنك لم ترشح نفسك.
لم أر في حياتي أغرب من هذا الأمر، لذلك على (المقاطعين) أن يحسموا أمرهم، أنتم مقاطعون ناقمون على الوضع الانتخابي الحالي وهذا يعني أنكم تبتعدون قليلا وتصمتون كثيرا أو أنكم مشاركون وتعلنون ذلك علانية وتنزلون الانتخابات (على وضح النقا) كما يقول البدو وتكون لكم برامجكم الانتخابية الواضحة الصريحة.
نظام أنا مقاطع لكن كوادري ستملأ التايم لاين في تويتر بالمشاركة بقوة في التأثير على الانتخابات وصوتوا لفلان واتركوا فلانا ونزكي فلانا وفلانا لا تقتربوا منه.. هذا يُسمى مشاركة وليس مقاطعة.
أحد تفسيرات ما يجري هنا أن هناك صراعا قويا وكبيرا في أوساط المعارضة في المقاطعة أو المشاركة وحتى لو أنه واضح أن كفة المقاطعة قد رجحت إلا أن الكثير من كوادر المعارضة غير راضين عن هذا القرار فتراهم يندفعون في رمي أنفسهم في النقاش الدائر والعمل علي ترجيح كفة المرشحين الذين يعتقدون أنهم الأقرب.. وفي علم السياسة يسمى هذا الأمر (الدجة)، حيث تبتعد القواعد والكوادر قليلا عن أوامر القيادات العليا لكنها لا تعصبها تماما.
أحد أسباب المقاطعين هي عدم عدالة نظام التصويت الحالي. لهؤلاء أعطيهم هذه المعلومة الغريبة عن نظام التصويت في أميركا، يحق لممثلي المجاميع الانتخابية (Electoral College) أن يوجه تصويت ولايته للرئيس الذي يرغب بغض النظر عمن فاز بأصوات أكثر في ولايته. ومسألة أنه يعلن الفائز بالأصوات الأكثر هي عرف وليست قانونا، ومع هذا لم يقاطع الأميركان التصويت بل شاركوا هذه السنة بأرقام قياسية وتاريخية لم يسبق لها مثيل بعدد وصل 150 مليون ناخب ذهبوا لمراكز الاقتراع واختاروا رئيسا يمثلهم.
ghunaimalzu3by@