من عيوب المعارضة في الكويت (وهي كثيرة) انعدام النقد الداخلي، بمعنى أنه نادرا ما تجد من يسأل ويساءل عن نهج المعارضة وأساليبها وأسباب تأرجحها الشديد بين تظاهرات ملأت شوارع الكويت بالصراخ والضجيج والغضب، والمقاطعة التامة للانتخابات الحالية (يعني نظام نص نص ما عندهم).
وهناك أمثلة كثيرة لكوادر من المعارضة سواء على مستوى القيادات أو شبابها الصغار الذين تساءلوا (لحظة يا جماعة أنتم وين رايحين ووين ماخذينا معاكم؟) فقط لتتوالى عليهم الاتهامات بالانشقاق والتخوين وأنتم تم إغراؤكم لشق صفوفنا وليشتغل عليهم الجيش الإلكتروني في تويتر والواتساب وغيرهما ويتم تركيب الفيديوهات والتنمر عليهم بشتى الأساليب والألفاظ.
لهذا السبب، عندما فاتحت بعض كوادر المعارضة أن الصوت الواحد هو مفصل تفصيل عليهم، بل لو استفادوا من إحدى ثغراته لرفضوا فتح الموضوع إطلاقا، فبمجرد الحديث عن المشاركة في الصوت الواحد يقفلون الباب ويكررون نفس كلام بعض أقطابهم.
الصوت الواحد مصمم تماما للكتل التي تنوي النزول بقوائم، وهو أمر لا أعلم لماذا غاب عن أذهان جهابذة المعارضة قبل أن يرفضوه ويدعون لمقاطعته.. كيف؟
أول خطوة تقوم بتسجيل المؤيدين لك في كل دائرة وإذا جمعنا عدد أصوات الناخبين الذين لهم ميل لنواب المعارضة خاصة البارزين منهم لوصلنا الى 40% أو 50% من كامل أعداد الناخبين في كل دائرة لينتج لدينا عدد لا يقل عن 20 إلى 30 ألف صوت في كل دائرة على أقل تقدير. وإذا قررت إنزال 5 أو حتى 5 مرشحين في الدائرة الواحدة فأنت بالتأكيد ستستطيع إيصال 4 منهم، طيب شلون والصوت الواحد لا يسمح لك بأكثر من صوت؟!
هنا العبقرية والدهاء في الموضوع، تقسم الـ 20 أو 30 ألف مواطن ومواطنة الذين سجلوا وتعهدوا بالتصويت لقائمتك حسب الأحرف أو حسب السن أو أي طريقة تضمن تحويل هذه الكتلة التصويتية إلى 4 أجزاء ثم تحدد لكل جزء منها مرشحا تصوت له بهذه الطريقة (شرط صملة الجميع) ستوجه 5 آلاف صوت لكل مرشح في قائمتك فتحصل على 4 نواب من الدوائر الخمس بإجمالي 20 نائبا متحدين متضامنين ينضم لهم 6 نواب مستقلين، بس خلاص ملكت المجلس (تشك وتخيط فيه).
طبعا هذه الطريقة مبدئية وأولوية، ومتأكد أن هناك من هم أذكى مني سيطبقونها بطريقة أفضل وأكثر دهاء، لكنني أثبت أن الصوت الواحد مصمم خصيصا لنظام القوائم الذي تتبعه المعارضة.
نقطة أخيرة: لا حل غير المشاركة والمشاركة والمشاركة لإصلاح الأوضاع.
ghunaimalzu3by@