لا أكتب هذا رياء معاذ الله، فأجري على الله وحده، لكن أملا في أن يقتدي بي الكثير من أهل الكويت، في الشهر الماضي بعد إحضار التموين أخذت ربع كميته «شاي، سكر، رز، دهن طبخ، عدس ودجاج» وقسمته إلى 8 أجزاء، ووضعت كل جزء في كيس منفصل وداخل كل كيس 5 دنانير وطلبت من السائق توزيعها على حراس المدارس الأربعة التي تحيط ببيتي، لا يفصلني عنها سوى شارع، أي أنهم بمثابة الجار.
نبحث عن عمل الخير في كافة أرجاء المعمورة بينما هو لا يبعد عنا سوى بضعة أمتار، وتمتلئ وسائل التواصل بصور ناس وأطفال فقراء ومحتاجين على بعد آلاف الكيلومترات، بينما هناك جيران لنا الطوفة بالطوفة ناس محترمون أبناء عائلات محترمة (تصوروا فيهم المحامي والمهندس والمحاسب والأستاذ) لكن جار عليهم الزمان ووضعهم في هذا الموضع.
هم حراس المدارس الذين لن أخوض في تفاصيل وأسباب وصولهم لهذه الحالة من عدم تسلم رواتبهم أحيانا لأشهر طويلة لأنني للأمانة لا أملك المعلومة كاملة، لكنني متأكد و«شوف العين» كما نقول في الكويت عن أوضاع بعض هؤلاء الناس المحترمين لا يجدون خبزة يسدون بها رمقهم وكلهم لديهم عائلات في موطنهم لم يرسلوا لهم فلسا واحدا من أشهر طويلة، هذا غير وضعهم القانوني من حيث الإقامة.
لهذا السبب كتبت المناشدة التالية ووضعتها أمام فرع التموين في جمعية صباح الناصر لكي يتذكر الجميع عندما يتسلمون تموينهم ليقتصوا جزءا ولو بسيطا منه ويضعونه جانبا وهم في طريق عودتهم للبيت يوقف السيارة أمام أقرب مدرسة أمام البوابة وعدة ضغطات على «هرن» السيارة يخرج لك الحارس فتقول له كل عام وأنت بخير ورمضان مبارك يا جار، وهذا أقل من حقك فأنت جار وتستاهل أكثر وإذا الله أعانك على بعض النقود (هم خير وبركة).
هذه هي المناشدة وأرجو منكم طباعتها وتوزيعها على قروباتكم وإن أمكن إلصاقها على مكان بارز وواضح أمام مراكز التموين في جمعياتكم.
المناشدة هي:
السلام عليكم إخواني:
الرســول صلى الله عليه وسلم أوصـــى على سابع جار ونحن مقبــلون على شهر الخير والبركة، هناك جيران لكم كرماء يستحقون مساعدتكم ومد يد العون لهم مما تجودون به من التموين «حليب عيش دهن سكر شاي عدس دجاج»، أو النقود، وهم اخوانكم حراس مدارس المنطقة فهم لم يتسلموا رواتبهم منذ فترة طويلة، فالله الله بهم، وعيب كبير علينا أن يجوع جارنا أو يعاني ونحن بألف خير ونعمة.
* نقطة أخيرة: والله يا إخواني، إن أثر الصدقة على المتصدق في صحته ورزقه ونفسيته أكاد أقسم أنها أكبر من أثرها على متلقي الصدقة.. تصدقوا تصحوا.
ghunaimalzuby@