ما يجري في الهند باختصار هو أن فيروس «كورونا» الهندي المتحور أسقط هذه الجمهورية ذات المليار ونصف المليار نسمة (20%من سكان الأرض) على ركبتيها ودمر منظومتها الصحية، حتى اننا شاهدنا في وكالات الأخبار صور المرضى خارج المستشفى في الشارع والمرضى الأكثر حظا سمح لهم بمشاركة السرير مع مريض آخر تصوروا أن مريضين اثنين على سرير واحد، وكذلك شاهدنا فيديوهات لأهالي المرضى يتقاتلون على أسطوانات الأوكسجين كل واحد يريدها بالقرب من قريبه.
لست طبيبا، لكن أكثر كلمة تكررت في الأخبار القادمة من الهند وقبلها، كما أتذكر من إيطاليا، هي أهمية مادة الأوكسجين في علاج مرضى «كورونا»، والسبب أن أخطر أعراضه هي ضيق التنفس حتى ان المريض يصل لحد الاختناق إذا لم يجد جهاز أوكسجين بجانبه يعاونه على التنفس، فـ «كورونا» هي كما قال الشاعر الجاهلي (خبط عشواء) هذا تقتله وآخر تتركه بعد معاناة، ومن هنا يأتي الدور الخطير لمادة الأوكسجين التي تعين المريض على بداية المرض ووسطه إلى أن تتدخل مناعة المريض بأمر من الله ورحمته وتجعل هذا المريض يتعافى تدريجيا من هذا الفيروس الخبيث.
باختصار الأوكسجين يعطي المريض (fighting chance) فرصة لمقاومة هذا المرض إلى أن يتم الله عليه بالشفاء العاجل ومن دونه يخسر المريض القتال منذ الجولة الأولى مع أن كل الذي يعانيه هو ضيق تنفس علاجه قليل من الأوكسجين.
وكثيرا ما سمعنا عن حوادث موت مرضى «كورونا» في كل أنحاء العالم بسبب نقص الأوكسجين، ومن أقسى القصص في هذه النقطة عندما تخلت سيدة مسنة إيطالية عن جهاز تنفسها لشاب صغير بجانبها كان يشهق من ضيق التنفس، وقالت: أخذت نصيبي من الحياة وهو أحق بها مني نزعت القناع من وجهها ووضعته على وجه الشاب.
الغريب لم يعترض أحد من الطاقم الطبي الموجود لأنهم هم أساسا لديهم تعليمات بعدم إعطاء كبار السن أجهزة الأوكسجين وتوفيرها للمرضى صغار السن لأن لديهم فرصا للحياة أكثر ولا داعي لإهدار الأوكسجين عليهم.
هذه قصص حقيقية من عصرنا الحالي وليس بالعصور الوسطي فقط شاهدة على قسوة هذا الوباء وما فعل بالناس.
نقطة أخيرة: أتمنى على وزير الصحة الشيخ د.باسل الصباح إعطاء تعليماته لتوفير واستيراد وتجهيز حاجة الكويت لمادة الأوكسجين ثلاثة أضعاف ترقبا لموجة عنيفة قادمة ومتوقعة من هذا الوباء الكريه، لنكن جاهزين يا معالي الوزير، فالله سبحانه تعالى وحده هو الذي رحمنا وأعطانا فرصة لنجهز للموجة القادمة، فلنستغلها في توفير الأوكسجين.. الأوكسجين.. الأوكسجين.
ghunaimalzu3by@