صار لنا أكثر من أسبوع وعدد الإصابات والعناية المركزة والوفيات في ازدياد مطرد، وكل المؤشرات تقول إننا دخلنا وبكل قوة في الموجة الثالثة من انتشار فيروس «كورونا»، لكن هذه المرة بنسخته الهندية «دلتا» والتي واضح أنه لن يوقف اكتساحها للبلد أي إجراءات احترازية، فهذا المتحور الجديد ينتقل في الهواء.
وإذا رأينا واستفدنا بفعل هذا الفيروس في بريطانيا فإننا نستنتج أنه لن يصل قمته قبل نهاية يوليو وبداية أغسطس عندها لن يتبقى على بداية العام الدراسي أكثر من شهر وسيأخذ أسابيع أخرى لتخف وتيرته باختصار سيبدأ العام الدراسي ونحن ما زلنا نعاني من هذه الموجة العنيفة والشرسة ولن تكون هناك خيارات كثيرة أمام وزارة التربية سوي تمديد التعليم «أونلاين» علي الأقل للمرحلة الابتدائية لصعوبة إقناع أطفال هذه المرحلة بالالتزام بالاشتراطات الصحية، وسيحدث نقاش كبير وهرج ومرج على المرحلتين المتوسطة والثانوية هل نمدد لهم تعليم «الاونلاين» أم نجبرهم على الدوام؟
لكن هذا الخيار الأخير لن يكون سهلا فستتدخل فيه وزارة الصحة وستشترط تطبيق كل الاشتراطات الصحية من تباعد وكمامات وتطعيم وغيره للموافقة على بدء العام الدراسي حضوريا وهو ما سيتطلب جهودا جبارة من «التربية» لا أعتقد أن الوقت يسعفها لذلك.
لماذا تستمر حالة اللا قرار والتردد في «التربية» يجب أن يقوم وزير التربية د.علي المضف بأخذ الأمور بيده وحسم هذا الموضوع وعدم تركه لكبار الموظفين الذين سينقسمون وسيكثر النقاش حولها وينتقل للرأي العام ثم يدخل في الموضوع النواب حتى يتحول لسوق عكاظ كل يدلي بدلوه.
نصيحة من الأعماق يا معالي الوزير اليوم وليس غدا، احسم مرحلة رياض الأطفال والابتدائي وأعط قرارك بتمديد تعليم الـ«أونلاين» وأزح ثقلا كبيرا عن اهتمامك ثم تفرغ للمتوسط والثانوي لتحديد آلية دوامهم من الآن واذا كنت تريد رأي إنسان ناصح لك يا معالي الوزير، فعلى الأقل اترك الفصل الأول لهاتين المرحلتين ليكون التعليم فيهما «عن بُعد»، وضع قرار الفصل الثاني تحت الدراسة، وكما يقول إخواننا المصريين «اشتري دماغك».
ولنتذكر أن الاختبارات الورقية لم تعقد إلا بـ 6 طلاب في الفصل الواحد ولمدة ساعتين فترة الاختبار وكنا وقتها في شبه راحة من كورونا بعدد وفيات وصل لصفر واقل من 50 حالة في العناية فما بالكم وأعداد الإصابات اليومية تكاد تلامس الألفين مع 50 حالة وفاة في الأسبوع، وأعداد شاغلي العناية يزيدون باليوم من 20 إلى 35 حالة والوضع من سيئ إلى أسوأ.
٭ نقطة أخيرة: عدد طالبات الفصل الواحد في مدرسة المتوسطة بنات في ضاحية صباح الناصر يصل أحيانا إلى 42 بنتا في الفصل الواحد.
أستحلفكم بالله كيف ستطبق الاشتراطات الصحية بهذا الفصل؟ لا تقل ستفتح فصول جديدة فالمدرسة وصلت لطاقتها القصوى ولم تعد فيها فصول شاغرة.
فقط مثال واحد متأكد من وجود الآلاف مثله في مدارسنا العامة والخاصة.
٭ زبدة الكلام: يجب على الوزارة البدء ببحث موضوع آلية الدراسة السنة القادمة.
ghunaimalzu3by@