هناك وباء أخطر من كورونا والسرطان الخبيث، أبعده الله عنا وعنكم، وانتشاره أكثر وأوسع من كورونا وضحاياه أكثر، هو وباء السكر الذي اكتسح بشكل غريب عموم الشعب الكويتي، بل وحتى المقيمين على أرضها حتى أنني سمعت اخصائية سكر على تلفزيون الكويت تقول إنه من بين كل مواطنين اثنين تجاوزوا الخمسين عاما أحدهما مصاب بالسكر بأحد نوعي السكر الأول أو الثاني.
كارثة صحية تصل للمستوى القومي ويجب على الجهات المختصة وأولها وزارة الصحة أن تدق أجراس الخطر خاصة مع بداية تسلل هذا المرض الخبيث لأطفال وشباب يقل عمرهم كل يوم خاصة مع وجبات المطاعم السريعة ونظام الحياة البطيء والجلوس أوقات طويلة أمام أجهزة الهاتف الذكية.
نحتاج إلى برنامج صحي على مستوى الدولة تقوده وزارة الصحة وتشارك به وزارات الدولة لشؤون الشباب والتربية وحتى الأشغال.
تبدأ الخطة على مستوى تلفزيون الكويت ووسائل التواصل ببرنامج توعية كبير وواسع ليصل لأكثر شرائح المجتمع يشير وينبه لخطورة مرض السكر وأن تجنبه أو تقليل مضاعفاته أو حتى الشفاء منه بإذن الله ممكن وقابل للإنجاز.
توازي هذه الخطة الإعلامية نشاط كبير على مستوى الضواحي بالتعاون مع وزارة الأشغال بتجهيز ممرات وأماكن لممارسة رياضة المشي في داخل الضواحي، فالمشي هو أبو الرياضات وأسهلها، بعدها يأتي دور وزارة الشباب وهيئة الرياضة ووزارة التربية ووزارة الشؤون كل واحدة من هذه المؤسسات لها دور مرسوم، فالتربية والشؤون لديهما صالات عملاقة وكبيرة في جميع الضواحي، التربية في المدارس والشؤون في صالات تنمية المجتمع مع هذه الصالات تبقى خاوية ومغلقة أغلب أوقات السنة فلماذا لا يتم تسليمها لهيئة الرياضة لتحولها في الفترة المسائية بالنسبة لصالات المدارس والفترة الصباحية لصالات تنمية المجتمع ليتم تحويلها لأندية صحية مصغرة تستقطب سكان المنطقة من متقاعدين ونساء وشباب وحتى أطفال بطريقة منظمة ومنهجية يمارسون فيها الرياضة الصحية تحت إشراف طاقم من هيئة الرياضة.
الموضوع ليس خياليا أو خطة مثالية فقط على الورق بل برنامج ذو آلية محددة وبخطوات محسوبة والهدف خلق مجتمع صحي يمارس الحد المعقول من الرياضة والحركة لننظر للموضوع من ناحية اقتصادية، فالمواطن صحيح البدن لن يذهب للمستشفى ويستهلك أدوية وعلاجا مكلفا ويأخذ من وقت الطواقم الطبية الكثير.
٭ نقطة أخيرة: قبل 10 سنوات اتبعت ريجيما قاسيا وكنت أمشي ساعة في اليوم في عدة أشهر نزل وزني من 104 إلى 87 طبعا توقفت ورجعت كسبت بعض الوزن، لكنني لم أتجاوز بداية التسعينات وودعت الأرقام المئوية، وهذا بفضل الله والتمارين الصحية، والتي حتى وإن تركتها فسيثبت وزنك عند رقم معين لا يتجاوزه.
فقط خسارة 5 كيلو سيكون لها المفعول السحري على قراءات السكر والضغط وحالة قلبك وحتى نفسيتك.
ابدأ من اليوم وليكن هدفك الأول 5 كيلو.
ghunaimalzu3by@