سمعت عقب العصر نوح الرجالِ
على رفيقٍ تربى وسط داري
يبكي عليه القصر والمجلس العالي
حتى الفناجيل ودلاله ينوحون
يا حافرين القبر بالهون على غالي
عروق قلبي تقطع من عقب زوله
هذه الأبيات الشجية تأتي ضمن سياق مشهد عظيم من أداء الفنانة العظيمة حياة الفهد في تمثيلية على إحدى القنوات الفضائية العربية المشفرة.
حياة الفهد، سعد الفرج، سعاد عبدالله، محمد المنصور، عبدالرحمن العقل، محمد جابر ومتأكد غيرهم ثلة ليست بالكثير لكن الذاكرة تنسى البعض أحيانا.
هؤلاء هم أهرامات الكويت للذي يقول الكويت ليس بها أهرامات، وهم ثروتنا الوطنية التي استغرقت أكثر من ٥٠ و٦٠ سنة لتتكون وتتطور لتصبح شيئا ثمينا تتلقفه الفضائيات الخليجية والعربية وتدفع مقابله أغلى الأثمان.
أين نحن عنهم؟ وبالذات أين وزارة الإعلام عن هؤلاء العمالقة؟
نطري على عهد المرحوم الشيخ جابر العلي وزير الإعلام وزير الإعلام في أزهي عصور الإعلام والفن الكويتي. سبب هذا الزهاء والازدهار يذكر جزء منه الفنان القدير سعد الفرج أطال الله في عمره في إحدى المقابلات التلفزيونية وهو يحكي قصة المسلسل الخالد في ذاكرة الكويتيين والخليجيين (درب الزلق).
يقول استدعانا الشيخ جابر العلي في مكتبه في وزارة الإعلام أنا والمرحومين عبدالحسين عبدالرضا وعبدالأمير التركي وطلب منا عمل مسلسل يبقى في ذاكرة الكويتيين للأبد وأوضح لهم أن إمكانيات الوزارة وتلفزيون الكويت كلها ستكون تحت تصرفهم في الدعم والمساندة لتسهيل إنتاجهم لهذا المسلسل ومن هنا خرج لنا أعظم مسلسل كويتي وخليجي.
الحاصل حاليا تلفزيون الكويت فقط ينتج أو يوافق على طلبات المنتج المنفذ للذين يتقدمون له لكن تصوروا معي سعد الفرج أو حياة الفهد أو سعاد عبدالله بعد هذا العمر كله والتاريخ الإبداعي الذي تجاوز الـ ٥٠ سنة يقفون على أبواب ومكاتب مسؤولي تلفزيون الكويت وبجانبهم منتجون شباب بعضهم عمره أقل من مسلسلات وأعمال هؤلاء العمالقة؟!
تعال يا سعد الفرج، تعالي يا حياة الفهد ويا سعاد عبدالله، ويا محمد المنصور، تلفزيون الكويت هو بيتكم الأول والثاني، وأنتم من ساعد في نهضته وصنع تاريخه.. تعالوا العين أوسع لكم من القلب، عطوني أفكارا جميلة رائعة تنتج أعمالا تصعد بمرتبة تلفزيون الكويت إلى المركز الأول ويعود لمجده القديم.
يحكي لي أحد الأصدقاء الأردنيين واجهته في أميركا يقول حين ساعة عرض مسلسل خالتي قماشة في التلفزيون الأردني كانت تخلو الشوارع وتتوقف حركة المرور فعموم الشعب يتابع ذلك المسلسل وينتظره على أحر من الجمر.
نقطة أخيرة: معالي وزير الإعلام الأستاذ حمد روح الدين متفائلون خيرا بعهد توليكم الوزارة ونتأمل الخير الكثير للكويت وأهل الكويت.
فقط مبادرة كريمة من معاليك باستدعاء هؤلاء العمالقة أو حتى الذهاب لهم والاستئناس برأيهم وخبرتهم وعرض فرص التعاون معهم في أعمال جميلة تجعل تلفزيون الكويت محط أنظار الأمة العربية كلها.
ghunaimalzu3by@