غضبت على الخياط الذي أتعامل معه منذ 20 سنة عندما رفض إنهاء دشاديش لي ولأولادي إلا قبل العيد بيومين. قال لي فقط لأنك زبون قديم وافقت لك قبل العيد. قلت له خلاص سآخذ عملي إلى مكان آخر. رد علي قائلا «على راحتك».
خرجت من محله إلى أكثر من 20 محلا آخر كلها رفضت قبل العيد، بل إن كثيرا منها حتى لم يكلف نفسه أن يرفع رأسه فقط يؤشر بيده من بعيد حتى قبل أن يدخل جسمي محله بالكامل وكأنه يقول «فارجنا».
رجعت إلى صاحبي الخياط الأول ووافقت على عرضه بإنهاء الدشاديش قبل العيد بيومين.
الذي يستحق الذكر والتنبيه والتنويه والعبرة أن ما قام به الخياطون ليست السابقة الأولى التي يتحد أصحاب مهنة أو مزودو خدمة ضد المستهلك الكويتي، فأزمة الكمامات في عز «كورونا» ما زالت حاضرة في أذهاننا حين اختفت فجأة عشرات الملايين من الكمامات من الصيدليات وأصبحت سلعة نادرة وصعد سعرها من 400 فلس إلى 7 دنانير، هذا إذا وجدتها.
الظاهر أننا لم نتعلم الدرس من الأزمة الأولى، فداهمتنا الأزمة الثانية، والله أعلم متى وما هي الأزمة القادمة التي يتحد علينا «أصحاب كار واحد» فيفرضون سعرا معينا كأزمة الكمامات أو يحاولون إيصال رسالة لإجبارنا على إعادة النظر في قرار الـ 60 سنة كما في أزمة الخياطين.
ما حصل في أزمة الكمامات وأزمة الخياطين يجب أن يلفت نظرنا نحو احتكار أي فئة لمهنة أو خدمة فيصبح المجتمع تحت رحمتهم في أموره الاستهلاكية والخدمية.
نقطة أخيرة: الموضوع بيد وزير التجارة د.فهد مطلق الشريعان بالإيعاز إلى قطاع حماية المستهلك بتطبيق القوانين على هؤلاء الناس، فما يقومون به مخالفة واضحة وصريحة وهي «الامتناع عن تقديم خدمة».
ghuaimalzu3by@