تتميز الجمعيات التعاونية بأمرين لا ثالث لهما يجعلاها أداة سريعة وفعالة لتغيير الأمور في الضاحية إلى الأفضل والأجمل، وهما الوفرة المالية وسهولة وسرعة اتخاذ القرار، عكس الوضع في الجهات الحكومية الخدمية، حيث يخضع القرار لسلسلة طويلة من المعاملات والدوائر الأخرى، والتي قد «ينام» الموضوع عندها فترة طويلة حتى يكاد ينساه الناس.
والزراعة التجميلية هي من أهم أوجه الخدمات الجميلة التي تستطيع الجمعية تقديمها للمنطقة، وهنا أقترح وسيلة سهلة ورخيصة تتيح للجمعيات تخضير المنطقة وتجميلها بالكامل دون بذل تكلفة كبيرة قد تعترض عليها الجهات الرقابية في وزارة الشؤون بحكم أن هناك مؤسسة حكومية أخرى هي المعنية بتخضير المنطقة وهي هيئة الزراعة، فلماذا تبذرون أموال المساهمين في أمر تكفلت به الحكومة؟
الطريقة التي أقترحها على جميع الجمعيات هي تأسيس مشتل صغير يحتوي على آلاف البذور للأزهار والأشجار الجميلة والتي تكاد لا تكلف شيئا، وهي في بداية نموها ولا تحتاج إلى مساحة كبيرة وتوظف عليها شخصا واحدا فقط لا غير للعناية بها والاهتمام بها حتى تكبر وتنمو فلا تدور سنة واحدة حتى يتوافر لدى الجمعية مئات الأشجار وآلاف الورود المشكلة والجميلة لتنثرها وتزرعها في كل أرجاء ودوارات الضاحية ثم تأخذ بذورها وتعيد الكرة مرة أخرى السنة القادمة، وهكذا ندخل في دورة جميلة لزراعة تجميلية لا تكلف الكثير، ونكون قد حولنا جميع زوايا ضواحينا إلى مناظر جميلة ومنعشة بفضل الورود ذات الألوان المختلفة والأشجار الجميلة.
كذلك أتمنى من سكان الضواحي الميسورين أن يساهموا بجهد تجميل وزراعة ضواحيهم وليبدأوا بالدوارات القريبة من بيوتهم وشوارعهم ليركزوا عليها جهدهم وبعض «مالهم».
وأقترح كذلك تكريما لهم أن تتم تسمية الدوار باسم الشخص الكريم الذي تبرع بتجميله كبادرة لتشجيع الجميع على عمل نفس الشيء.
٭ نقطة أخيرة: الخضرة شيء جميل ومنظر الورود في العديد من زوايا الضاحية أمر مبهج ويدعو الناس للتفاؤل ويمنحهم إحساسا جميلا.
من هنا يجب إعطاء هذا الموضوع أقصى اهتمام إدارات الجمعيات التعاونية التي انتخبها المساهمون لخدمتهم، وأي خدمة أفضل من نشر التفاؤل والجمال في ضواحيهم؟
[email protected]