يعتبر طريق المطار المحاذي لخيطان والتقاؤه بالدائري السادس من اجمل شوارع الكويت، والسبب هو كمية الأشجار العملاقة الوارفة علينا حتى انك حينما تنظر إليها من إحدى العمارات المرتفعة المطلة فإنها تذكرك بشوارع أميركا وأوروبا، لكن مع الأسف مؤخرا عندما مررت عبره قبل أسابيع لاحظت اختلاف المنظر وركزت قليلا، فاكتشفت التغير في صغر حجم الاشجار عن السابق على طرفي الطريق.
باختصار «حاشها» أمر يطلق عليه تقزيم الأشجار والذي تقوم به هيئة الزراعة منذ سنوات ليست قليلة في شوارع الكويت عموما.
لم استوعب أبدا سبب هذا التقزيم، ونحن البلد الصحراوي الحار الذي يحتاج إلى كل مساحة خضرية سواء كانت اشجارا او بساطا اخضر تقوم بنشر الاكسجين والمنظر الجميل.
وأحد الأسباب التي سمعتها للتقزيم هو تخفيف خطورتها عن الطريق حين تنمو اغصانها واوراقها علي الطريق فإنها تصبح مصدر خطر للسائقين.
لكن هذا الأمر مردود عليه بتقدم فن الزراعة وطرق التقليم حتى انك تستطيع التحكم في شكل وانتشار الأغصان حتى انهم وصلوا في بعض الدول الاوروبية الى تغطية الشارع بالكامل من فوق بالاشجار الموجودة على الجانبين عن طريق تقليم اغصانها لتتوجه وتتشابك مع بعض فينتج عندك طريق مغطى من الجانبين ومن فوق بغطاء اخضر جميل يخفف حرارة الطريق ويعطيه مظهرا جماليا رائعا.
لكن السؤال الذي يستحق الطرح هو: هل هناك تجارة رائجة وراء تقزيم الاشجار في الكويت؟!
أين تذهب كل الاكياس السوداء التي يتم تجميع نتاج تقزيم الشجر فيها؟
أراها كل يوم في طريق «عائشة أم المؤمنين» في صباح الناصر، واحيانا يقف عندهم وانيت غالبا صاحب حلال يحمله منهم.. ببلاش!
هذا الأمر يستوجب انتباه مسؤولي هيئة الزراعة، عشرات الآلاف من الأشجار الخضراء الجميلة والتي تروى بمئات الآلاف من ليترات الماء كل هذا فقط ليتم قصها وتقزيمها.
جهود هيئة الزراعة في الكويت لا ينكرها أحد، والدليل تغطية جميع شوارع الكويت بالأشجار، لكن هذه الجهود تذهب هدرا بسبب هذا التقزيم الجائر وغير المبرر الذي يشوه منظر التحضير في شوارعنا.
نقطة أخيرة: أتمنى من مدير الهيئة العامة للزراعة التكرم بإصدار تعليماته فورا بوقف تقزيم الأشجار في جميع شوارع الكويت لتمتلئ شوارعنا بأشجار خضراء عملاقة وارفة.
[email protected]