خلاص كافي بس، أعتقد من غير شر، هذا آخر عيد وطني سيسمح فيه برمي الماء على الناس، أعتقد والله أعلم بدءا من العام المقبل سيتم تجريم هذا الفعل مع غرامة مشددة تصل الى 500 دينار، واحتمال حكم حبس إذا حصل ضرر مادي أو إصابة. الموضوع تجاوز حده، وكل عام وأنتم بخير.
لكن وقبل كل شيء يجب أن نعترف بأن الأمر ممتع وفيه طاقة مرحة كبيرة واستمتاع، وهو وحده استولى على اهتمام قطاع كبير من الشباب والمراهقين والأطفال. وجدوا فيه ملاذا ومتنفسا لطاقتهم الكبيرة في هذا السن الفوار الذي يلتهم كل أمر تقدمه له ويبحث عن المزيد. هنا أتكلم عن رمي بالونات الماء. أعلم أن الكثيرين سيستنكرون كلامي هذا، خاصة بعد مقدمة المقالة. لكن حين الحديث عن أي مشكلة يجب أن تكون صريحا في كل جوانبها، ولا تكتفي بالظاهر منها فقط.
نحن نتكلم عن نشاط استولى باكتساح على اهتمام الشباب والمراهقين والأطفال، وركزوا معي هؤلاء من سابع المستحيلات أن تسحبهم من الاهتمامات والأمور الحديثة التي طرأت حديثا على عصرنا مثل الهواتف الذكية وتطبيقات التواصل الاجتماعي. هل تعلمون حجم هذا النشاط الذي وحده قام بأمر عجزت عنه العائلات والمعلمون ووزارتا التربية والإعلام والتي حاولت لفت نظر هؤلاء الصغار عن تلك الهواتف وتلك التطبيقات دون أي نجاح يذكر، بل إلى فشل ذريع. فهم مدمنون عليها أشد الإدمان.
وحده نشاط رمي بالونات الماء سحبهم كلهم 3 أيام وشغلهم بهوس فيه.
مع هذا كله وكما قلت في بداية المقالة إن أكثر قطاعين تضررا من هذا النشاط هما قطاع رجال الأمن الذين بيض الله وجوههم ووجه وزيرهم، قاموا بالواجب وأكثر، لكن كما نقول في الكويت زاد الماء على الطحين، وكذلك قطاع الصحة الذي استقبل اكثر من 200 إصابة عين بسبب بالونات الماء، وعدة حالات دهس بسبب ركض الأطفال والشباب بين السيارات لرميها ببالونات الماء.
لذلك أعتقد والله أعلم فإن وزارتي الصحة والداخلية ستسعيان لدى الحكومة لإصدار قرارات صارمة تجرم رمي بالونات الماء وستطالب بغرامات ومخالفات كبيرة، وقد تصل إلى السجن في حالة نتجت عنها إصابة.
٭ نقطة أخيرة: أقترح والرأي الأخير لوزارة الداخلية تحديد أماكن بعينها بعيدة عن شارع الخليج وعن مراكز المحافظات وتخصص لمن يريد اللعب وممارسة هذا النشاط بعيدا عن الشوارع والطرقات وإزعاج الناس. وتستحدث آلية آمنة لممارسته.
مع التأكيد وبصرامة وشدة على معاقبة من يمارسها خارج هذه الأماكن بأشد العقوبات.
بالنهاية وجدنا أخيرا شيئا يحرر عقول هذه الفئة الصغيرة من شر التطبيقات التي دمرت عقولهم.
[email protected]