علّمنا رمضان الكريم أن 90% من مشاكل الصحة للمواطن الكويتي تأتي من أكل «العيش».
إذا ارتحت منه عدة أيام ارتاحت معدتك ونمت زين وحتى أخلاقك تتغير.. فليسقط «العيش» وقريبا يختفي من موائدنا.
لكن ترجع بي الذاكرة لسنوات طويلة في سكن الجامعة في نيويورك، حيث المطبخ مشترك وكان يشاركنا فيه الكثير من الطلبة الصينيين والكوريين، وكانوا يعشقون أكل الأرز الذي لا ينافسه على موائدهم سوى «النودلز».
أكلهم الأرز يختلف عنا في أمور كثيرة أولها انه مسلوق بالماء فقط مع إضافة قليل من الملح أحيانا عكس طريقتنا التي تستهلك الكثير من الدهون.
كذلك يستهلكون كميات قليلة جدا لا تتجاوز حجم كوب الروب ولا يأكلونه كل يوم، بالكثير 3 مرات في الأسبوع.
طبعا الاستغناء عن الأرز في موائدنا الخليجية هو شبه مستحيل، فهو بمنزلة النيكوتين، هناك أعراض كثيرة تحصل لك إذا حاولت وقفه أو التخفيف منه.
يحكي لي أحد الأصدقاء وهو لاعب في منتخب الكويت لكرة القدم انهم ذهبوا لمعسكر في إحدى الدول الأوروبية ونزلوا في فندق لا يقدم الأرز في وجباته.
يقول صمدنا يومين، ثلاثة أو أربعة، حتى لاحظ المدرب علينا عدم التغذية الكافية وإنهاك بعضنا في التدريب بسبب ذلك. حتى انه يقول «أخلاقنا صارت ضيقة عندما عرف المدرب القصة تم تكليف أحد الإداريين بصورة عاجلة بالبحث عن مطعم عربي أو هندي في تلك المدينة وإحضار وجبة فيها (عيش)».
ويضيف: ثاني يوم في التدريب الجميع مستانس ونشط بعد تلك الوجبة «العيشية» حتى أن المدرب الأجنبي قال في المرة القادمة التي نذهب فيها للمعسكر احضروا معنا (خيشة عيش).
أغلب الأطباء يعاكسون قول بعض مدعي الخبرة في الريجيم والأنظمة الغذائية التي نصائحهم أهلكت الناس وحرمتهم الكثير من ملذات الحياة والتي أحدها الطعام الطيب اللذيذ.
يقول هؤلاء الأطباء أن الأرز لا بأس به مع الاعتدال في أكله والحرص على طريقة صحية في طبخه مع إضافة الخضراوات ذات الألياف معه وشرب الماء بكفاية والمشي علي الأقل مرتين في الأسبوع.
أما أنك تطبخ الأرز بماء الدجاج المشبع بالدهون التجارية، بالإضافة لدهن الدجاجة نفسها ثم تأكل (جبل) رز وحدك، فهذه كارثة وتهلكة للنفس وسبب من أسباب أننا الدولة الأولى في العالم في نسبة انتشار مرض السكري نسبة لعدد السكان.
نقطة أخيرة: نفتقد في وسائل الإعلام الحكومية برنامجا عن التغذية الصحية يوعي المواطنين بمخاطر الأكل غير الصحي ويوجههم إلى أسلوب حياة صحي بما يتضمن من طرق طبخ واختيار بعض المواد دون غيرها، وكذلك النصح بأسلوب وطريقة الولائم التي لم تتغير منذ 100 سنة.
ghunaimalzu3by@