قضينا أغلب عمرنا نشاهد الأفلام والمسلسلات الأميركية لكن صدمنا عندما ذهبنا إليها.
توقعنا المطاردات الشرسة في كل الشوارع والرصاص يتطاير في كل مكان. فقط وجدنا مدنا هادئة وضواحي مملة (Suburbs).
هذا هو حال الأعمال الفنية في كل أنحاء المعمورة لا تنقل لك الواقع بحذافيره، فالواقع أغلبه ممل ولا يستحق المشاهدة لذلك تضع فوقه الكثير من البهارات لكي يجذب الناس للمشاهدة والتسمر أمام شاشات التلفزيون. وهذا الأمر ينطبق على الدراما الكويتية فهي لا تنقل ولا تمثل الواقع الكويتي، فأغلبها قصص من نسج خيال المؤلف.
طبعا هذا ليس عذرا ولا مبررا لبعض الحوارات والألفاظ السيئة التي نسبتها صغيرة جدا في المسلسلات الكويتية. وأغلب حواراتها تم كتابتها من أدباء محترمين وراجعتها لجنة النصوص في وزارة الإعلام.
والوضع حاليا هو انتشار كاسح للدراما والمسلسلات الكويتية في جميع الفضائيات الخليجية، بل والعربية أيضا، فإحدى الفضائيات المصرية تعرض مسلسل «مع حصة قلم» للفنانة القديرة حياة الفهد، وهذا أمر مشجع وطيب وله تداعيات طيبة في الناحية الاقتصادية للبلد، فالدراما الكويتية تحولت في السنوات العشر الأخيرة إلى (صناعة مجدية).
فقط نظرة على شريط التتر (هو الكلام الذي يأتي في ختام المسلسل ويذكر أسماء كل من ساهم به من المخرج إلى الممثلين مرورا بجميع المهن والخدمات التي ساهمت في إنتاج المسلسل) سنكتشف أن هناك أكثر من 100 إلى 200 شخص ساكن في الكويت سواء مواطن أو وافد قد تلقوا أجرا مقابل العمل في هذا المسلسل وتتراوح تلك المبالغ حسب ما ذكره الأستاذ بسام عبدالأمير وهو أحد أبرز المنتجين في الكويت من 600 ألف دينار لبطل أو بطلة المسلسل إلى عدة مئات من الدنانير للفني البسيط الذي ساهم في الديكور أو الصوت والإضاءة. طبعا غير الملايين التى حصل عليها المنتج المنفذ للمسلسل ولا ننسى الدعايات التي تعرض أثناء المسلسل، والتي غالبا أبطالها أيضا مواطنون تقاضوا عشرات الألوف وفي بعض الحالات مئات الألوف.
باختصار مسلسل كويتي واحد أضاف للناتج القومي للبلد عدة ملايين من الدنانير تصب كلها في البنوك الكويتية ويتم صرف جزء كبير منها في الكويت.
لدينا صناعة مزدهرة وهي حاليا بجهود ذاتية وتقاوم الكثير من العراقيل وبإمكانها أن تزدهر أكثر وتدخل أكثر للناتج القومي لو تم مد يد العون لها ودعمها.
نقطة أخيرة: لو كنت وزيرا للإعلام لاستدعيت كبار المنتجين المنفذين في الكويت يصاحبهم كبار النجوم وطلبت منهم مضاعفة الإنتاج والتوسع ليدخل أموال أكثر في الدخل القومي وذللت كل العراقيل التي تواجههم.
ghunaimalzu3by@