كثيراً ما نسمع جملة الناس الطيبين ودائما نربطها بالماضي والأوقات القديمة حتى أنهم يجعلونك تعتقد أن زمننا هذا مليء بالناس الأشرار.
هذه النظرة المتشائمة تبددت كليا في اليوم الأخير من رمضان في «الأفنيوز» أمام 6 مكائن لصرف العيادي وضعها مشكورا البنك المركزي كخدمة للمواطنين بعد نفاد العيادي من البنوك والجمعيات.
هناك وجدت الناس الطيبين فعلا فقد كانت الطوابير طويلة جدا وكانت المكائن بطيئة في إخراج العملات الورقية وفترة الانتظار تصل أحيانا لأقل من الساعة بعدة دقائق، لكن فقط وحدهم «الناس الطيبين» تحملوا هذا كله مع أنهم صائمون والوقت كان يقارب الثالثة ظهرا، فلماذا وقف هؤلاء الناس الطيبين كل هذه الوقفة وتحملوا كل هذا التعب؟
أقول لكم من أجل زرع الابتسامة والفرحة على وجوه أطفالهم الصغار وأطفال إخوانهم وأخواتهم والعائلة كلها بهذه العيادي التي تجمعها البنات الصغيرات في حقائبهن الصغيرة والجميلة و«يدفنها» الأولاد الصغار في المحفظة «البوك» الذي أصبح من أساسيات الكشخة في العيد، بالإضافة للمسباح والغترة والعقال.
تصوروا من أجل فرحة الأطفال تحملوا كل تلك المشقة والتعب، فهؤلاء فعلا هم الناس الطيبون.
وفي قصة متكررة سمعتها شخصيا وقرأتها كذلك في «تويتر» وهي أنه في حالة حدوث وفاة ومكان عزاء عند أحد الجيران خاصة الذين لا توجد مواقف كثيرة أمام منازلهم يقوم جيرانهم بوضع سياراتهم في مكان بعيد ويسمحون بل ويصرون في كثير من الأحيان على وقوف المعزين أمام منازلهم.
وفي قصة مميزة ومعبرة في نفس هذا الموضوع قرأت تغريدة في «تويتر» لأحدهم وقد صور جاره وهو ينظم مرور المعزين ويدعوهم للوقوف أمام منزله بعد أن أفرغه من سياراته وسيارات عائلته، وقال هذا المغرد «تصوروا صار له ٣ ساعات وهو يقوم بهذا الأمر وهو الذي يعاني من ألم مزمن في ركبته»، فهذا الرجل الفاضل وأمثاله هم «الناس الطيبين».
نقطة أخيرة: الناس الطيبون والناس الخيرون موجودون بكثرة حولنا.. فقط انظروا حولكم.
ghunaimalzu3by@