أبو أحمد موظف كويتي معتق عمره 51 سنة من أطيب خلق الله عقله وتفكيره من زمن الطيبين كويت السبعينيات كالكثير من الكويتيين ابتلي بالضغط والسكر وبعض أمراض العظام ولكنه وبسبب قانون التقاعد المجحف مازال على رأس عمله وزادت مشاكله وآلامه بعد قرار فرض البصمة، ولم أر في حياتي منظرا أكثر إيلاما من وقوفه في طابور البصمة خلف شباب وشابات في أولاده، وحين يأتي دوره يلبس النظارة الطبية وعندما تصل أصابعه للأرقام الموجودة على الجهاز تبدأ بالارتعاش، بالكاد يقدر يصيد الأرقام الصحيحة في منظر يشيح الكثير من زملائه بوجوههم بعيدا حتى لا يحرجوه.
وأبو أحمد لديه معاناة أخرى تتمثل في ذهابه وإيابه من العمل بسبب مرض السكري الذي يعاني منه، فكلنا نعرف الزحمة الخانقة في شوارع الكويت والتي بسببها يمضي المواطن أكثر من 40 دقيقة إلى أحيانا ساعة ونصف الساعة (إذا حصل حادث أعاق حركة الطريق) فتأتيه ـ عافانا الله وإياكم ـ نوبات انخفاض السكر فيرى الدنيا تدور فيه ويتخبط عرقه وتصيبه رجفة لا يطفئها سوى بعض الحلويات التي ملأ سيارته فيها لكنه إجراء لا يكفي في بعض الأحيان حين تكون النوبة شديدة، وقد سمعنا الكثير من الحوادث بسبب إغماءات السكر التي نتج عنها وفيات بسبب غياب قائد السيارة عن الوعي واصطدامه بالسيارات في الشارع.
أبو أحمد يريد أن يرتاح من مشوار البصمة الذي قد يودي بحياته ويريد أن (يجابل) علاجه وينتظم في زياراته للعيادات الخارجية بدلا من ذل الاستئذان وبهدلة الخصم والقطع من الراتب بسبب تجاوزه مرات الاستئذان، أبو أحمد أعطى أجمل أيام حياته للبلد فما هو جزاؤه؟
الجواب هو بيد أعضاء مجلس الأمة يوم الثلاثاء القادم 27/11 فماذا سيكون الجواب؟
نقطة أخيرة: أعزائي أعضاء مجلس الأمة ماذا ستقولون لتلك اليد المرتجفة يوم الثلاثاء القادم؟
هل ستريحونها من عذابها أم ستستمر ترتجف أمام تلك الماكينة الصماء جهاز البصمة؟
@ghunaimalzu3by