للمندهشين مما يجري في شوارع فرنسا هذه الأيام عندي لكم قصة قصيرة.
حضرت مسرحية اسمها البؤساء وهي للكاتب الفرنسي فيكتور هوغو عن الثورة الفرنسية في شارع برودواي في نيويورك قبل أكثر من 20 سنة وفيها مشهد وقف له شعر جسمي، كان الثوار يحملون جثة طفل مات تحت أسوار الباستيل على يد جنود القصر وهم يغنون بصوت جهوري مرعب «هذا صوت موسيقى الناس الذين لن يصبحوا عبيدا بعد اليوم».
وفي مقطع آخر اكثر اثارة وتأثيرا ينشدون «خلف تلك المتاريس حياة جديدة قد تروق لك» وهم يؤشرون بأصابعهم لتلك الخنادق والمتاريس التي وضعها الجنود لحماية القصر.
شعب حي نال حريته بالدم وترسخت مفاهيم الحرية والعدالة في عقول وضمائر أجياله المتتالية ليس غريبا عليه أن ينهض ضد الظلم الذي تمثل في زيادة أسعار الوقود غير المبررة.
أترككم مع بعض ما جاء في تلك القصيدة التي أنشدتها الجماهير وهم يحملون جنازة ذلك الطفل الذي قتلته رصاصة غدر:
هل سمعت الناس يغنون؟
يغنون أغنية الرجل الغاضب انها موسيقى الناس الذين لن يصبحوا عبيدا بعد اليوم عندما تتماهى ضربات قلبك مع صوت الطبول فإن حياة جديدة ستبدأ غدا. هل تنضم للحملة؟ ستكون أقوى ان وقفت بجانبي، خلف تلك المتاريس حياة أخرى طالما تقنا لها، هل سمعت صوت الناس يغنون انها صوت الناس الضائعين في وادي الظلام انها صوت الناس الذي يتسلقون نحو الضوء في كل أنحاء الأرض هناك شعلة لن تنطفئ وحتى في أحلك الليالي سينتهي الظلام وتشرق الشمس.
٭ نقطة أخيرة: viva la france.
ghunaimalzu3by@