بعد استقراري في مدينة صغيرة اسمها spring valley في أعلى شمال نيويورك للدراسة وصلتنا الأخبار من الكويت بنية الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الأب زيارة الكويت فتحرك الحس الصحافي عندي الذي تركته في الكويت بعد أن أمضيت عدة شهور كصحافي متدرب في جريدة الوطن.
أول شيء قمت بعمله هو الاتصال بالمكتب الإعلامي للرئيس بوش «لا أتذكر كيف حصلت عليه»، وعرفت عن نفسي إعلامي كويتي، وأرغب في الحصول على تصريح من السيد الرئيس بمناسبة زيارته للكويت، وفعلا بعد أكثر من ساعة وصل الفاكس به تصريح حصري من الرئيس بوش.
قمت بمهاتفة جريدة «الأنباء» فرحبوا بالاتصال وتم أخذ التصريح ونشره في الصفحة الأولى وبالخط العريض كخبر أساسي في عدد ثاني يوم.
بالنسبة للشعب الكويتي الذي عاصر الغزو بأيامه الثقيلة والكئيبة ونحن لاجئون ومشردون في شتى أنحاء المعمورة كان يصيبنا بعض الأمل في عودة وطننا حين نرى ثلاثة أشخاص على شاشات التلفاز ووسائل الإعلام هم المرحوم الملك فهد طيب الله ثراه، والرئيس بوش الأب ورئيسة الوزراء البريطانية مارغريت تاتشر، كان الوضع سيئا جدا مع الأخبار التي كانت تأتينا من داخل الكويت عن وجود مليون جندي عراقي دخلوا الكويت وعن تلغيم الجيش العراقي كل آبار البترول في الكويت، كانت أياما سوداء.
لكن من حين لآخر كان يظهر الرئيس بوش فيطلق أحد التصريحات النارية ضد صدام وضد الاحتلال الغاشم فنتنفس بعض الراحة من قرب عودتنا لبلدنا الحبيب الصغير ومن أجمل تلك التصريحات هي «الاحتلال العراقي للكويت لن يستمر».
الذين يقولون إن بوش كان فقط ينفذ سياسة دولته أقول لهم: أنتم مخطئون فقد كانت هناك الكثير من الأصوات المعارضة لحرب تحرير الكويت وأبرزهم كان رئيس أركان جيشه كولن باول الذي برر معارضته بحجم الكويت وأنها لا تستحق الذهاب للحرب بسببها، وكذلك كانت آراء كثيرة داخل الكونغرس الأميركي تتساءل لماذا يذهب أبناؤنا للقتال في حرب بعيدة وحرب فيتنام مازالت بذاكرة الشعب الأميركي؟ لكن الرئيس الراحل بوش تجاوز ذلك كله ومضى في قرار الحرب لتحرير بلدنا الكويت من براثن أقذر احتلال عرفه التاريخ.
٭ نقطة أخيرة:
George H. W. Bush Rest In Peace you are the freedom hero of the Kuwaiti people
@ghunaimalzu3by