أكاد أقسم أن أسوأ عقاب للوافدين الأربعة الذين اختطفوا المحامي الهلفي وكادوا يقتلونه هو أن تأخذهم إلى منطقة خيطان وتتركهم في حواريها. تلك الضاحية المليئة بأفراد وعائلات من الجالية المصرية الطيبة، تلك الجالية التي يكاد يبلغ تعدادها في هذا البلد الصغير قرابة المليون نسمة والأغلبية الساحقة منها (ناس دايرة على أكل عيشها) لا يخالفون قانونا ولا يتجاوزون تعليمات الجهات المسؤولة بكافة أطيافها في هذا البلد الصغير. شعور تلك الجالية الطيبة تجاه من ارتكب تلك الجريمة البشعة اختصره أحد أصدقائي المصريين الذي أعرفه أكثر من 20 سنة (لو نمسكهم حنقطعهم حتت).
ناس على باب الله، اغتربوا عن ديارهم وابتعدوا عن أحبابهم بحثا عن لقمة عيش شريفة ومكان عمل آمن مستقر وآخر ما يحتاجونه هو بعض الأشرار الذين لم يراعوا حرمة ولا قوانين البلد الذي فتح أبوابه لهم وارتكبوا أبشع جريمة وهي الخطف والشروع في القتل. جالية ضخمة ساهمت في بناء هذا البلد منذ نشأته فمنهم المدرسون والأطباء والمهندسون الذين شاركوا في إعمار الكويت.
حبنا وتقديرنا لهذه الجالية الكريمة يمنحنا المجال والعشم للإدلاء ببعض الملاحظات التي لم نذكرها إلا لحبنا ومعزتنا لها. أول تلك الأمور هناك بعض الخلل في آلية حضور بعض العمالة للكويت ويشترك في هذا الخلل بلا شك بعض أفراد الشعب الكويتي، هذا الخلل يتمثل في حضور بعض العمالة المصرية للكويت بعقود وهمية نظام «خذوه فغلوه» فقط يدفع مقابل إحضاره للكويت، وما ان يصل الى الكويت حتى (يشيلوا يديهم منه)، ويترك ليواجه مصيره بلا وظيفة ولا دخل بل وأحيانا كثيرة بلا مأوى وهي تجارة بشعة اسمها تجارة الإقامات.
هذا الأمر يجب أن يتوقف حالا وفورا فالذي نراه حاليا الكثير من العمالة السائبة الهائمة على وجهها بدون أي مصدر دخل وهي بالتأكيد ستكون لقمة سائغة لكل ضعاف النفوس لارتكاب كافة أنواع الجرائم.
٭ نقطة أخيرة: أهم خيط يجب تتبعه في أي جريمة يرتكبها الوافد هو المبلغ الذي تم دفعه لارتكاب الجريمة، يجب أن يسترجع كاملا وفوقه غرامة، فالكثير من العمالة الوافدة وصل بها اليأس والفقر الى أنها لا تمانع في دخول السجن أو حتى الإعدام، فمادامت الفلوس وصلت لأهله فهو مستعد لدفع حتى حياته وليس فقط حريته من أجل هذا الهدف. لهذا السبب يجب الملاحقة وبشراسة لهذا الخيط المالي ليكون عبرة لغيرهم.
ghunaimalzu3by@