كثير من الناس لا تقابلهم في حياتك لكن أينما ذهبت تجد لهم أثرا طيبا وقصة مدح وكلمة شكر وثناء، هذا حالي مع الزميل المرحوم موسى أبوطفرة المطيري، على الرغم من أنه يسكن على بعد عشرات الأمتار من بيتي إلا أنني لم أصادفه، لكن في «تويتر» وفي ديوانيات صباح الناصر ومكان عملي كثيرا ما جاء «طاري» اسمه بالخير والثناء عليه بسبب معروف قدمه لأحدهم أو فزعة قام بها.
رحمه الله.. قدم أروع الأمثلة التي تؤكد على أن كل عمل الإنسان زائل وذاهب إلا عمل الخير، ومساعدة الناس تبقى حتى بعد وفاة الإنسان، وهذا ما حصل مع المرحوم موسى أبوطفرة حيث زخر «التايم لاين» في «تويتر» بخبر وفاته والترحم عليه وذكر مآثره وعلومه الطيبة مع ربعه وجماعته وأغلب الناس الذين تعرف عليهم في حياته.
ذكرني هذا الموقف بأمر حدث لي في بداية تعييني في وزارة المواصلات حيث كنا جالسين عند مكتب المدير مع بعض الزملاء الأقدم مني في الوزارة، حيث جاءتنا السكرتيرة لتخبرنا أن «أبو فلان» على الخط يسأل عن أمر معين فجأة انفض جميع الجالسين عني وذهبوا يتسابقون للردّ عليه، وكل واحد يريد الكلام معه وسؤاله عن حاجته، قتلني الفضول وسألت السكرتيرة «منو أبوفلان»؟، فقالت إنه أحد المديرين السابقين وقد تقاعد منذ 10 سنوات وكانت سيرته طيبة وترك أثرا جميلا في مكان العمل حيث كان يساعد الجميع ويفزع لهم ويقف معهم في كل محنهم، تصوروا متقاعد منذ أكثر من 10 سنوات ومازالوا يذكرونه بالخير.
هذا حال الدنيا «قدم خير تلقى خير» وهذا ما فعله المرحوم بإذن الله الزميل والجار موسى أبوطفرة، فقد ساعد الكثير وفزع للكثير حتى ان أحد الإخوة كتب في رثائه «تجلس معه والتلفون لا ينزل من أذنه» لديه دائما موضوع فيه خير وفزعة لأحدهم.
نقطة أخيرة: تغمد الله المغفور له بإذن الله المرحوم الزميل والجار موسى أبوطفرة وأدخله فسيح جناته وجزاه الله ألف خير على كل عمل الخير الذي قدمه للناس في حياته، ونسأل الله أن يجعل تلك الأعمال شفاعة له.