وضع ثان مختلف تماما وشعور وغريب بالهدوء والسكينة افتقدته منذ زمن طويل أثناء ارتيادي الطرق العامة والسبب هو أنني هذه المرة استعنت بسائقي في بعض المشاوير.
قارنت حالتي هذه بوضعي حين أقوم بقيادة السيارة بنفسي (يا للهول) فرق السماء عن الأرض حين القيادة بنفسك تكون كل حواسك مستنفرة وتم استدعاؤها على وجه السرعة بل وتتحول أحيانا إلى مدرس فيزياء، فأنت تقود سيارتك على اليمين بسرعة 100 كيلو بالساعة لكنك تشاهد من مسافة ليست بعيدة سائق أحد تلك الوانيتات الطويلة وهو يقود بسرعة 200 هل تنحرف يمينا لتتفادى هذا المجنون لكنك ستدخل على حارة من هم أسرع منك، وقد لا يسمحوا لك، يجب عليك أخذ قرار بسرعة البرق وأنت تشاهد ذلك المعتوه يقترب أكثر فأكثر وأنت لا حول لك ولا قوة فقط لتفاجأ بأنه لجأ لحارة الأمان ليتجاوز الجميع ويقوم بتوزيع الهدايا علينا على شكل حصى متطاير يمطرنا به.
هذا غير الزحمة الطويلة المملة التي تجبرك على ضغط البريك 10 مرات في الدقيقة.
أمور كثيرة مزعجة في قيادة السيارة في الكويت وأكاد أجزم بأنها السبب في الكثير من الأمراض النفسية والتوتر التي يعاني منها المواطن الكويتي فهو يقضي في سيارته علي الأقل ساعتين يوميا. تصور نفسك محبوسا في آلة حديدية لمدة ساعتين في اليوم وعليك أن تستخدم كل حواسك لتشغيل تلك الآلة وإلا وقعت في خطر قد يودي بحياتك. هذا الأمر بالتأكيد له تبعات كثيرة على صحة الإنسان النفسية. قارنها حين تتحرر من كل تلك الضغوط وتتحول الى مجرد راكب ليس مطلوبا منك أي شيء فقط أجلس براحة في مقعدك واستمتع بالرحلة.
اقرأ كتابا، تجول في هاتفك أو استمع لما تشتهي في راديو السيارة و(تطمش) على المساكين الذين يقودون سياراتهم بأنفسهم أو (حط راسك) ونم وانعم بغفوة صغيرة وجميلة تمنحك بعض الانتعاش وترسلك لمشوارك القادم وأنت في كامل طاقتك.
بداية ترغيب الناس في النقل العام هو بالاهتمام بمحطات الانتظار وإحدى وسائل ذلك توزيع مواقعها علي شباب المشروعات الصغيرة لاستثمارها والاهتمام بها.
الخطوة الثانية بدء حملة توعية إعلانية كبيرة على مختلف وسائل الإعلام المحلي تخبر الناس عن فوائد النقل العام وليبادر قياديو المؤسسات الحكومية لاستخدام النقل العام ليثبتوا للناس أنه لا عيب فيه ولا تقليل من قيمة الإنسان إذا استخدمه.
ghunaimalzu3by@