أكثر ما يغيظني هو ذلك الخليجي الذي يحظى باستقرار سياسي جميل ومريح في وطنه، ومع ذلك حين تخطو إحدى الدول العربية نحو إجراءات دستورية أو سياسية لتحصن نفسها من الهزات والزلازل السياسية التي تجيد الأحزاب المؤدلجة امتطاءها واستغلالها فإن هذا الخليجي، سامحه الله، يزمجر ويزعل ويغضب ويتدخل في شؤون الدولة العربية وكأنه أعلم من أهلها بمصلحتها.
عجيبة العجائب وغريبة الغرائب من أعطى لك الحق بالتكلم بالنيابة عن تلك الشعوب التي اكتوت بنار الأحزاب وتسعى لفترة قصيرة من عمر الشعوب لالتقاط أنفاسها بعد أن تعبت وأنهكت من الأدلجة والمؤدلجين والأحزاب والحزبيين. خلاص شعوب اختارت طريق الاستقرار(انت مالك ومالها؟).
باختصار «سيبوا مصر في حالها» دعوها تركب قطار الاستقرار والازدهار دعوها تلحق بركب الدول المتقدمة وهي التي تملك كل أساسيات ومتطلبات ذلك التقدم من شعب متعلم وواع إلى مصادر طبيعية هائلة تزيد اكتشافاتها يوما بعد يوم إلى حضارة متراكمة تمتد أكثر من 7000 سنة.
نحن في الخليج دول صغيرة معتدلة ومسالمة سعت ونجحت في تسخير كل مواردها لرفاهية شعوبها وجزء من أسباب ذلك يعود للهدوء والاستقرار السياسي الذي ننعم به، لماذا يسعى بعض أبناء دول الخليج للحيلولة دون حصول باقي الدول العربية التي ترغب شعوبها وحكوماتها على نفس ما تحظى به دول الخليج وشعوبها.
والتعديلات الدستورية التي وافق عليها البرلمان المصري بإجماع وستطرح باستفتاء على الشعب المصري وسيقول كلمته فيها. سيقول نعم للاستقرار نعم للانشغال بالتعليم والاقتصاد والصحة والحياة المعيشية للمواطن المصري. نعم للنظر للمستقبل بعين الليزر كأمة موحدة ذات هدف واحد وهو اللحاق بركب الأمم المتقدمة التي تجاوزتنا بسنوات ضوئية.
مصر هي القاطرة التي ستسحب وراءها باقي الدول العربية نحو الحضارة والتقدم. ما أن تتعافى مصر وتنهض ستصيب العدوى أغلب باقي الدول العربية وستتبعها وستعود مصر حصن العروبة الذي فرحت الوحوش الإقليمية بتراجع دوره في العقد السابق وسارعت لمحاولة احتلال مكانتها. من كان في السابق يسمع عن تركيا أو إيران؟ كانت دولا منكفئة على نفسها لكن ما خلت الساحة لها حتى تغلغلت وخلقت لها بقع تواجد هنا وهناك حتى أننا وصلنا مرحلة أن رئيس الحرس الثوري قاسم سليماني يدخل عدة دول عربية من دون جواز ولا إخطار أو استئذان تلك الدول بقدومه. وكأنه الملك غير المتوج عليها.
انتهى عصر الثورات والثورجية، نحن في عصر العلم والاقتصاد، فلتتوجه كل طاقات وجهود بلداننا نحو هذين الهدفين.
نقطة أخيرة: تحيا مصر.
ghuniamalzu3by@