قبل تقريبا 13 سنة كنت في مكتبة العجيري في السالمية لشراء بعض الكتب بالإضافة إلى تقويم العجيري الذي لا يستغني عنه أي بيت كويتي. وطرأت على فكرة إرسال بيتيّ شعر إلى د.صالح العجيري للنشر في رزنامته، وهو أمر اعتاد عليه د.العجيري في استقبال استفسارات المواطنين وأحيانا أشعارهم، هذان البيتان كنت أحفظهما منذ عشرات السنين، وقد قيلا في المرحوم والدي ولا أعرف من هو قائلهما ولا ظروفهما فقط سمعتهما يترددان أمامي وحفظتهما، وقد كتبتهما في ورقة وأعطيتها لأحد موظفي المكتبة مع رقم هاتفي وذهبت في حال سبيلي فقط، لأفاجأ عند وصولي إلى البيت باتصال من شخص صوته مألوف جدا، وإذ هو الدكتور صالح العجيري- أطال الله في عمره- يطلب مني إعادة البيتين بصوتي ليتأكد من صحة كتابتهما، وأبدى سعادته بهما وشكرني، وفي السنة التالية وضعهما في التقويم السنوي الذي يعده كل عام، وكم كنت فرحا وفخورا.
د.صالح العجيري شخصية تاريخية تستحق التكريم وتخليد اسمها بأوسع الأبواب واقتراحي هو تسمية إحدى طائرات الخطوط الجوية الكويتية باسمه.
يااااه يا لها من فكرة جميلة لتكريم نابغة مثل د.صالح محمد العجيري قلَّ الزمان أن يجود بمثله.
طائرة تشق عنان السماء فوق الغيوم وباتجاه الشمس والقمر والنجوم. السماء التي أبدع د.العجيري في قراءتها وترجمة تأثيرها على أجوائنا من حر وبرد ومطر وجفاف ورطوبة. بلغت دقة توقعاته حتى أنه يكتب في تقويمه الذي تم طبعه قبل سنة أنه ستظهر بعض الغيوم المتفرقة في سماء الكويت في يوم كذا وشهر كذا.
تفتخر الأمم بتكريم علمائها وشخصياتها العظيمة فتسمي باسمهم الجامعات والمعاهد والطرق السريعة وأحد أمثلة ذلك التكريم والشرف هو قيام الولايات المتحدة بتسمية إحدى حاملات الطائرات العملاقة التابعة للجيش الأميركي باسم السيناتور جون ماكين وذلك أثناء حياته تقديرا لتاريخه البطولي في الجيش وخدمته الطويلة بوطنه.
لكن هذا النوع من التكريم بإطلاق اسم د.العجيري على إحدى طائرات الكويتية سيكون أروع مثال على تقدير تلك الشخصية العظيمة التي استفاد الوطن والشعب من علمها.
نقطة أخيرة: من علامات رقي الأمم تكريم نوابغها ومبدعيها في حياتهم.
ghunaimalzu3by@