أول شيء يلفت نظرك عندما تقترب الطائرة من الهبوط في مدينة لندن هو كثرة المساحات الصغيرة الخضراء التي بعضها مربع والآخر مستطيل، بعض تلك المساحات لا يتجاوز 3 أمتار في 4، وهذا يعكس حرصهم على استغلال كل مساحة شاغرة في المدينة والاستفادة منها لعمل حديقة صغيرة ذات غطاء أخضر جميل بها في الكثير من الأحيان كرسي حديقة واحد صلب ومثبت بالأرض، المساحات الخضراء حتى وإن كانت صغيرة جدا هي متنفس لأهل المنطقة بعيدا عن ضيقة البيوت وكتمتها.
نحن في الكويت لدينا مساحات شاغرة كثيرة منتشرة في وسط ضواحينا بل أنه في كل منطقة توجد على الأقل 6 أو 7 من تلك المساحات الشاغرة، وهنا لا أتحدث عن البراحات والساحات الترابية، فهذه تكفلت بها أفرع البنوك والجمعيات واستولت على معظمها.
أنا أتكلم عن مواقف سيارات المدارس التي تظل شاغرة وغير مستغلة بعد انتهاء دوامات المدارس وهي كذلك شاغرة يومي الجمعة والسبت وكذلك في العطلة الصيفية التي تمتد لأكثر من 3 أشهر.
اقتراحي هو ما المانع من استغلال تلك المواقف الكبيرة في غرض ترفيهي وترويحي لأهل المنطقة؟ واستغلال مواقف السيارات ليست بدعة، بل هناك سوابق في استخدامها كمقرات لخيام التسويق لبعض الجمعيات.
اقتراحي هو بسيط فرشها ببساط أخضر طويل يغطيها (يتم طيه ونقله في أي وقت) مع وضع حواجز حديدية على مداخل المواقف لمنع السيارات من الدخول بعدها بإمكانك وضع أي شيء ترفيهي أو ترويحي داخلها كوضع بعض الألعاب الترفيهية للأطفال الصغار أو تحويلها لملعب كرة قدم صغيرة يمارس فيه الشباب هوايتهم المفضلة بالقرب من بيوتهم (كما كنا نفعل في البراحات في غابر الزمان).
الأمر فيه ناحية اقتصادية فالغلاء يلتهم معظم ميزانية الأسرة الكويتية ولا يتبقى لها شيء لتصرفه على ترفيه أطفالها حتى وإن خرجوا اليوم فلن يستطيعوا الخروج غدا أو حتى لأسبوعين نظرا لجشع بعض المطاعم والأماكن الترفيهية.
فأنت عندما توفر مكانا ترويحيا وترفيهيا مجانيا لأهل الضاحية داخل منطقتهم بالقرب من بيوتهم وفرت عليهم الكثير من الأموال التي كانوا سيصرفونها في تلك المولات الضخمة التي بعض مطاعمها يبيع لك (بطل الماي) بدينارين، الظاهر (قاري) عليه صاحب المطعم.
نقطة أخيرة: اللجنة الاجتماعية في الجمعيات التعاونية موجه لها هذا الاقتراح أرجو أن يصلها وتنظر له بعين الاهتمام.
ghunaimalzu3by@