كلمة تتكرر كثيرا في الحديث عن مكافحة فيروس كورونا سمعتها في التلفاز من مختلف مسؤولي الصحة في العالم وهي التي (جابت إيطاليا الأرض) الكلمة هي the capacity لم أجد ترجمة لها أقرب من القدرة الاستيعابية والطريق لها هي ناس أقل يحتاجون الى عنايتك الملحة.
وأحد السبل لوجود ناس أقل يحتاجون الى عنايتك الملحة (عندما تسوء الأمور) هي بالإجلاء الاختياري لأكبر كتلة بشرية في الكويت وهي إخواننا الوافدون. وهو أمر حسب تصريح لوزيرة الشؤون الاجتماعية مريم العقيل طالبت به بعض السفارات.
وإحدى شرائح الوافدين الذين باعتقادي يرغبون في السفر هم المعلمون والمعلمات وعائلاتهم خاصة مع قرب إعلان وزارة التربية إنهاء العام الدراسي.
ليس هناك أي مبرر لتواجدهم في الكويت فليبدأوا عطلتهم الصيفية مبكرا. وكذلك عشرات الآلاف من العمال البسطاء الذين يعملون باليومية ويعيشون في غرف وشقق مزدحمة تعمل على نشر العدوى بينهم.
هؤلاء أعمل لهم (باكج) ترغيبي براتب شهرين مع تذكرة ذهاب وإياب لموطنك مع التعهد بقدرتك على العودة الى إقامتك الحالية بعد انتهاء هذه المحنة.
وكذلك لديك عشرات الألوف من العاملين في صناعة المطاعم والمقاهي والخدمات الغذائية وكذلك محلات تجارة الملابس والتي كلها تمر بكساد عظيم بسبب الأحوال الصحية التي تمر بها البلاد واستماع الناس لتعليمات وزارة الصحة بعدم التنقل.
هؤلاء العشرات الألوف من البشر حاليا مهددون بفقدان وظائفهم بسبب انخفاض المردود المادي من المحلات والمطاعم والمقاهي التي يعملون بها بل ان بعضها يمر عليه أيام دون رؤية زبون واحد.
هؤلاء الناس أغريهم كما قلت قبل قليل بـ(الباكج الترغيبي) عبارة عن راتب شهرين وتذكرة ذهاب وعودة لموطنه يعيش هناك معززا مكرما بدلا من فقدان وظيفته وراتبه في الكويت مما قد يضطره لسلوك أمور أخرى غير محمودة.
قد يقول قائل «أنت تبي تفرغ البلد من الوافدين» ومن سيقوم بأعمالهم؟.
ردي على ذلك ان الأوقات الصعبة تحتاج الى قرارات صعبة والجهاز الصحي في الكويت أثبت خلال الأيام القليلة الماضية انهم أبطال و(قدها وقدود).
لكن نحن نتكلم عن وباء غريب يصعد فجأة بصورة كارثية بأرقام خيالية تفوق قدرة أي جهاز صحي في العالم فتنهكه وتدخله فيما يشبه الضربة القاضية فيترنح بعدها ثم يقع ويتفكك وينهار.
نحن لا نريد الوصول لهذه المرحلة الكارثية تعالوا نستبق الأمور. هذا فيروس لا ينفع معه التدرج في الحلول بل حله الوحيد هو حرق المراحل وسبقه بخطوتين على الأقل.
نقطة أخيرة: ما سبق هو اجتهاد ومساهمة في كفاح هذا الفيروس وجل من لا يخطئ.. وحفظ الله الكويت وأميرها وشعبها من كل مكروه.
ghunaimalzu3by@