كتبت اقتراحا منذ عدة سنوات لوزارة الصحة يتضمن السماح لمستثمرين أجانب لإنشاء مستشفيات تعالج حصريا أبناء جالياتهم ويتم تحويل التأمين الصحي لها.
طبعا مستثمر مباشر وليس واجهة لتاجر كويتي يحيد بالموضوع عن هدفه الأساسي وهو تقديم الخدمة الصحية بكل أشكالها وأنواعها ومستوياتها من وافد إلى وافد آخر من نفس جنسيته، والموضوع ليس عنصريا ولا تفرقة، بل هو سعي نحو خدمة أفضل، فمن يفهم الوافد وخصوصيته أكثر من بني جنسيته الذي يعرف عاداته وتقاليده وثقافته، وكلما زادت معرفة الطبيب المعالج بمريضه تيسرت بإذن الله أسباب شفائه.
الاقتراح ليس مستحيلا ولا توجد ضده عواقب أخلاقية أو إنسانية، فقط تعلن وزارة الخارجية عن طريق سفاراتنا في الخارج عن طرح مزايدة مثلا لإنشاء المستشفى الهندي الكويتي في الكويت ليخدم الجالية الهندية التي تعدادها يتجاوز المليون والمستثمر الذي يتقدم بعرض أفضل أرحب به في الكويت مع تقديم كافة التسهيلات له من أرض شاسعة مجانا الى إعفاءات جمركية لمواده وأجهزته الطبية التي سيجهز بها المستشفى.
It’s a win win situation كما يقول الأميركان وتعني أنك فائز في كل النواحي، ففي البداية حصلت على مبلغ محترم نظير المزايدة، ثانيا سحبت مليون شخص من خدمتك الصحية لتستطيع التنفس والتفرغ لخدمة المواطنين وكذلك ستستمر في تحصيل رسوم التأمين من المقيم تعطي جزءا منها المستشفى المذكور والباقي تحتفظ به لك نظير إشرافك ورقابتك على هذه الخدمة، ولا يسمح بتركها على الغارب بل على العكس يجب أن تكون على أعلى المستويات تعادل الخدمة الصحية المقدمة للمواطن إن لم تكن أفضل حتى لا يشعر الوافد بالغبن وعدم المساواة بل سيفرح بمستشفيات ومراكز صحية جديدة.
نحن الآن وفي منتصف هذا الوباء أقترح على الحكومة تطبيق روح هذا الاقتراح والتواصل مع الدول التي لها جاليات كبيرة في البلد من باب التعاون الصحي والطلب منها إرسال طواقم طبية كاملة لإدارة مستشفيات ميدانية على أرض الكويت تقوم فيها تلك الدول بتقديم الرعاية الصحية اللازمة لأبناء جاليتها المصابين بفيروس كورونا.
نقطة أخيرة: تصوروا لو سمعت وزارة الصحة اقتراحي هذا قبل تلك السنوات البعيدة كم كان سينفعنا اليوم خاصة مع تفشي الوباء. نسأل الله أن يحفظ الجميع ويهدي الحكومة ووزارة الصحة على تطبيق هذا الاقتراح.
ghunaimalz3by@