التزم الكويتيون والوافدون بالتباعد الاجتماعي بنسبة كبيرة جدا ولدرجة تستحق الإشادة.
أحد تعريفات التباعد الاجتماعي هو بقاء مسافة مناسبة بينك وبين الآخرين وهو ما قمنا به في الأسابيع الثقيلة الماضية، لكن هناك من يعمل ثغرة في هذا التباعد الإجتماعي ويعمل كحلقة وصل أو سلسلة تشبكنا مع الآخرين وكأننا لم نتباعد وما زلنا متصلين ببعض بل وأكثر من قبل. كيف؟ ومن هم هؤلاء؟
طبعا الموضوع يخلو من التعمد وسوء النية لكنه طبيعة عملهم.
فلو سألتني ما هو العامل المشترك بيني وأنا أسكن في قطعة ٢ في الفردوس مثلا ومواطن آخر يسكن الفردوس أيضا ولكنه في ق ٥ الجواب هو موظف الجمعية فكلانا مررنا عليه هذا الأسبوع وتعاملنا معه ووقفنا أمامه على الأقل دقيقة واحدة وحتى وإن لم يحصل بيننا احتكاك جسدي مباشر أو ملامسة فأنا بالتأكيد لمست بضاعة أو غرضا هو لمسه بحكم عمله وترتيبه ووضعه للأغراض في الجمعية، لذلك أصبح هذا العامل في الجمعية هو الحلقة أو السلسلة التي تصلني جسديا مع صديقي المواطن الذي لم أصادفه ولم أحتك به بل ولم أره.
خطورة هذا العامل المشترك بيننا أنه لا سمح الله لو تعرض للإصابة بفيروس الكورونا فسينقلها لنا نحن الاثنين بل ولكل رواد الجمعية بحكم تعامله اليومي مع مئات من عملاء الجمعية فهو لا يعمل فقط كناقل للمرض من زبون لآخر بل قد يكون مركزا لنقل المرض لمئات الزبائن.
الحلقة الثانية هم موظفو مطاعم الوجبات السريعة وسائقو التوصيل لديهم فهم يرسلون يوميا آلاف الوجبات السريعة للبيوت ويحتك سواقوهم يوميا مع آلاف البيوت وهم أولى بالفحص والتأكد من عدم إصابة أحدهم بالمرض فينقله لكل من تعامل معه من سكان تلك البيوت.
نقطة أخيرة: أتمنى من معالى وزير الصحة الشيخ د.باسل الصباح الإيعاز للجهات المختصة في وزارة الصحة بالمبادرة فورا بفحص جميع عمالة وموظفي الجمعيات التعاونية قبل رمضان الذي يقبل فيه الناس على الجمعية بكثافة أكثر وكذلك عمالة مطاعم الوجبات السريعة حفاظا على صحة الشعب الذي التزم بالتباعد الاجتماعي لكن تبقى تلك الثغرات الصغيرة التي قد تهدم كل الجهود السابقة لوزارة الصحة.
ghunaimalzu3by@