هل هناك ربط أو تبادل معلومات بين وزارتي التجارة والصحة؟ هل يتكلمون مع بعض؟ هل يتواصلون أساسا لتحليل نتائج قرارات التجارة على الوضع الصحي في البلد؟
سبب السؤال هو نقطة مثيرة للفضول لفتت انتباهي في إحصائية وزارة التجارة عن عدد المستفيدين من نظام حجز مواعيد التسوق (ما أدري شلون طافت على الصحة؟!) هذه المعلومة الصادمة تقول ان عدد الذين يحضرون سواء للجمعيات أو مراكز التموين أو حتى الأسواق الموازية هم أقل من ٥٠% من الذين حجزوا المواعيد.
هذا الموضوع كارثة، إذن أين ذهب ٥٠ ألف شخص هم نصف عدد الذين حصلوا على تصريح لكسر الحظر والتجول؟ ماذا فعلوا بهذا التصريح وأين ذهبوا؟ وهل وصل الأمر لوجود سوق لتصاريح كسر الحظر ظاهرها الذهاب للجمعيات وفي الحقيقة هي رخصة للذهاب والاختلاط والتجمعات؟ مثلا حسب نشرة وزارة التجارة عن إحصائية حجوزات التسوق لليوم السابع عشر للحظر الموافق الثلاثاء ٥/٢٦ للجمعيات التعاونية فقد تم حجز٥٥٠٤٣ موعدا للتسوق يعني ٥٥٠٤٣ تصريحا لكسر الحظر والتجول.
الذين حضروا من الـ٥٥٠٤٣ هم ٣١٩٤٢ أي ما يعادل ٥٨% والذين حجزوا للتسوق في الأسواق الموازية وأغلبهم من اخواننا الوافدين بلغ عدد تصاريح التسوق وبالتالي تصاريح كسر الحظر٣٣٩٨٢ والذين حضروا لتلك الأسواق فعليا عددهم ١٩٠٤٤ يعني ٥٦% وحتى أفرع التموين لم تخل من هذا الأمر فالذين حجزوا لتسلم التموين (مع أن التموين يصرف مرة بالشهر) عددهم بلغ ٤٢٧٧ يعني ٤٢٧٧ إذنا وتصريحا للتجول بينما العدد الفعلي للذين حضروا لتسلم التموين ٨٧٢ يعني ٢٢%.
بإجمالي عدد حجوزات التسوق في يوم واحد بلغ ٩٣١٠٢ تصريح تجول بينما الذين حضروا للجمعيات ومراكز التسوق والتموين بلغوا فقط ٥١٨٥٨ شخصا، طيب وين راح الباقي؟ ولماذا لم يلفت هذا التفاوت بين تصاريح الحضور والحضور الفعلي نظر وزارة التجارة والتي بدورها (مفروض) تنقل هذه المعلومة لوزارتي الصحة والداخلية للتباحث حولها؟ نحن نتكلم عن ٤٠ ألف شخص كل يوم من أيام الحظر الـ٢٠ أخرجوا تصاريح ومواعيد للتسوق لكنهم لم يذهبوا للتسوق. إذن أين ذهبوا؟
٤٠ الف شخص لم يحضروا اما لعدم الخروج للتسوق او ان هذه التصاريح يتم عملها لكسر الحظر واستغلالها لزيارات والاختلاط وبالتالي زيادة اعداد الاصابات وكأن الحظر لا فائدة مرجوة منه لعدم التزام الاشخاص المستغلين للتصاريح الرسمية.
كارثة بكل المقاييس وقد تفسر زيادة أعداد الكويتيين المصابين وتجاوزها لأول مرة لباقي الجنسيات.
٤٠ ألف شخص على مدى ٢٠ يوما بإجمالي ٨٠٠ ألف أخذوا مواعيد للتسوق وتخلفوا (كلمة المرحوم يوسف وهبي «يا للهول» لا تكفي) لو أن فقط ٢٠% منهم أساءوا استغلال رخصة التسوق واستغلوها بدلا من ذلك للمخالطة والزيارات الاجتماعية لأيقنا أن عدد الإصابات التي ستظهر بعد أيام هي مروعة وكارثية.
كل هذا بسبب عدم انتباه مسؤولي وزارتي التجارة والصحة لهذا التفاوت الصارخ بين عدد الناس الذين حجزوا مواعيد للتسوق وبين الناس الذين حضروا.
الذين حجزوا مواعيد حتى ٥/٢٦ بلغوا مليونا و٨٠٠ ألف، والذين حضروا فقط نصفهم. إذن أين ذهب الـ٩٠٠ ألف؟ وماذا فعلوا بتصاريح التسوق التي تتيح لهم التجول؟
نقطة أخيرة: عزيزي المواطن أتوسل إليك اجلس في البيت الفترة القادمة قد تكون حرجة جدا.. الله يسترنا بستره.
ghunaimalzu3by@