كلام من ذهب تفضل به رئيس المبادرة الفلسطينية د.مصطفى البرغوثي حين قال إن إقدام إسرائيل على ضم غور الأردن (٣٠% من الضفة الغربية) هو مثل دق آخر مسمار في نعش دولة إسرائيل اليهودية.
وشرح د.البرغوثي أن استيلاء إسرائيل على تلك الأراضي سيقضي على حل الدولتين الذي قامت على أساسه عملية السلام الأخيرة فلم يتبق للفلسطينيين أرض يقيمون عليها دولة محترمة.
والخطوة التالية أمام الشعب الفلسطيني هي المطالبة بدولة واحدة على كامل التراب الفلسطيني، مما سيخلق دولة أغلبيتها عربية ويقضي على حلم الدولة اليهودية.
عندما كان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات يفاوض الإسرائيليين حين عاد للضفة وتعنتوا كثيرا معه وأرادوا فرض شروط مذلة ومهينة عليه وعلى الجانب الفلسطيني توقف عن المحادثات والتفت إلى حارسه الشخصي وقال له ابني سلم سلاحك للجندي الإسرائيلي المتواجد مع الجانب الإسرائيلي في خطوة أذهلتهم، وقال سأعتزل العمل السياسي والفدائي، وسأترككم تفاوضون حماس وجهاد وباقي المنظمات الفلسطينية المتطرفة، عندها طلب منه الجانب الإسرائيلي الجلوس وإكمال المفاوضات وأبدوا مرونة أكثر معه.
أكبر حقيقة واضحة في القضية الفلسطينية في وقتنا الحاضر هي انفراد إسرائيل بالشعب الفلسطيني ولن ينفعهم لا دعم عربي ولا دولي، ولن يتجاوز ذلك الدعم (إذا تم) كلمات الاستنكار والشجب والبيانات الشديدة اللهجة.
فالحل هو في فلسطين وبيد الشعب الفلسطيني إما مقاومة عسكرية لإسرائيل، وهذا الأمر فيه فناء لخيرة شبابه ودمار لا يبقي ولا يذر للبنية التحتية فيما تبقى من الأراضي الفلسطينية.
الخيار الثاني هو المطالبة بخيار الدولة الواحدة كما قال د.مصطفى البرغوثي، فلم تترك إسرائيل للشعب الفلسطيني أرضا كافية ليقيم عليها دولته المستقلة.
وليس هناك شعب في العالم دون دولة تضمه وينتمي لها فلتقبل إسرائيل بضم كل ما تبقى من التراب الفلسطيني ولتضم معه كل الشعب الفلسطيني الموجود على تلك الأراضي ولتمنحه المواطنة الإسرائيلية الكاملة حاله حال عرب ١٩٤٨ولتقوم دولة واحدة على كامل التراب الفلسطيني تجمع الشعبين الفلسطيني واليهودي.
وهو أمر له سوابق في دولة جنوب أفريقيا بعد أن كانت حصرا على البيض المستعمرين أصبحت الآن تضم البيض والشعب الجنوب الأفريقي الأصلي.
إما دولتان على مساحة ليعيش كلا الشعبين بكرامة وأمان وأرض كافية لحياة كريمة أو دولة واحدة تضم كل من يعيش على التراب الفلسطيني الذي تم احتلاله بالكامل منذ ٨٠ سنة.
آن لهذا الشعب أن تتوقف جراحاته وآن للفلسطيني أن يحظى بوطن يحتويه ويعيش تحت ظلاله.
الخطابات الرنانة مضى زمانها والمهرجانات والاحتفالات الخطابية والعنتريات الميكروفونية لم ترجع شبرا واحدا من فلسطين.
قاربت القضية الفلسطينية على دخول مئويتها الأولى ويجب أن يسدل الستار على آخر فصولها. حل الدولة الواحدة ليس بذلك السوء، إذ ان الأغلبية في هذه الدولة ستكون للعرب وستنتهي يهودية إسرائيل وينتفي معها أساس قيام إسرائيل والهدف الوحيد لوجودها كوطن قومي حصري ليهود العالم.
ستكون مطالب الفلسطينيين أمام العالم عادلة ومنطقية أنت أخذت أرضي فخذني معها وأعطني مواطنتك الكاملة.
نقطة أخيرة: الحل فلسطيني والقرار فلسطيني.. ففي فلسطين يسكن شعب حي يرفض أن يموت.
ghunaimalzu3by@