منذ أن عرفت هذه العائلة، عرفت أن هناك أكثر من حاتم الطائي المشهور بكرمه. نعم إنها امرأة آمنت بأن الكرم صفة تحب من يحيطها من الأهل والأصدقاء والمقربين من الصحبة الوفية فيها.
غادرت الوطن ومعها الأهل والأوفياء الذين تحتويهم كما يحتوونها بالحب والاحترام وليس هذا فقط بل تعدى الأمر أهل الوطن، فمن يسأل عنها تدعوه إلى مكان إقامتها بالحب والترحاب ملتزمة بكامل حقوق السفر والإقامة والوجبات، وقد أحضرت طباخا لإعداد الفطور والغداء والعشاء لضيوفها الكرام.
ناس من برشلونة وناس من أوروبا وتشكيلة رائعة من أهل الخليج، عدد كبير من المحبات لها، ولهم الحب منها متبادل، ولم تكتف بذلك بل إنها أيضا اشترت ثلاث شقق وكل شقة أربع غرف بما يلزم تلك الغرف من الاحتياجات، وكل غرفة بها سريران، حيث يسكن معها من يأتين إليها ثم ينصرفن، وتأتي نساء أخريات يتمتعن بضيافة خمسة نجوم.
أم محمد من الأشخاص الكرماء مع الله ومع من تحب، وهي تتمتع بقدر كبير من نكران الذات، من أجل تحقيق رفاهية الآخرين إنها وابنتها الجميلة الرائعة بكل الصفات تتمتعان بقدر كبير من الثقة بالنفس، فمن يستطع تقديم الكثير للآخرين عن وعي ونضج وبكرم كبير، هو إنسان يمتلك من الثقة الشيء الكثير.
الكرماء دائما يتحلون بقدر عالٍ من النمو الاجتماعي، والذي بدوره يمنحهم الشعور بالحيوية الذاتية والشعور بالسعادة.
نعم دراسات أثبتت أن الشخص الكريم شخص سعيد غالبا، فما يتركه من أثر كرم على الآخرين ينعكس عليه بطريقة إيجابية وعلى شكل سعادة، فهو يشعر دائما بأن الكرم الصادر عنه سبب السعادة وسبب لعدم شعور بالوحدة.
أم محمد إنسانة رائعة وابنتها الوفية لا تعصي لها أمرا وهذا من صفات البر بالوالدين، البنت الجميلة تمتلك مهارات تفكير إيجابية نحو الأمور، ومن خلال التفكير الإيجابي تتولد مشاعر الفرح والسعادة التي تجعلها إنسانة أكثر رغبة في بذل العطاء لإسعاد والدتها ومن في رفقتها.
«أم محمد وابنتها» دائما مبادرتان، متقبلتان للرأي الآخر لجميع من معهما، الجميلة ابنتها تمتلك مهارات مرونة اجتماعية عالية تمكنها من التعامل مع الجميع وبذل الكرم للجميع دون التفكير بفوارق العمر أو الثقافة.
إن الكريم شخص يتحلى بصحة نفسية عالية، حيث يشير علم النفس إلى أن السلوك السخي له علاقة بالصحة النفسية وهو مؤشر على ثروة داخلية «الثقة بالنفس وتقدير النفس واحترام النفس».
كما أن الكريم شخص لا يعرف الأنانية، فهو يقدم بلا أي مقابل. وحسب دراسات علم النفس هو شخص يتمتع بصحة عقلية جيدة، ولديه شعور بالانتماء للمجتمع، وغياب هذا السلوك (الكرم)عن الأشخاص دلالة على ضعف التكيف النفسي والاضطرابات النفسية.
وتقوم علاقة الشخص الكريم مع الناس على العطاء مقابل اللاشيء ظاهريا، إلا أن الكرم على المستوى النفسي يحقق شعورا بالسعادة والرضا، فالعلاقة قائمة بينهم على العطاء والحب والصدق والاحترام، كما أن الكرم دلالة على أن العلاقة قائمة على أسس إنسانية، فقد يكون الكرم ماديا أو معنويا، ولا يقتصر على الناحية المادية، فدعم الآخرين بمشاعر الحب أو تقديم النصحية، من أنواع الكرم، والعلاقة القائمة غير أنها إنسانية هي أخلاقية حسب ما يشير علماء النفس.
ومن وجهة نظري الشخصية أرى أن الكريم هو من يمتلك قدرة كبيرة من الثقة بالنفس، وقدرا كبيرا من التواضع، وهو شخص عادل، واقعي، متقبل للجميع، محب، معطاء، لديه قدر كبير من الطمأنينة النفسية، وتقوم علاقته مع الآخرين على أساس الاحترام المتبادل، والصدق، والثقة، فالكريم شخص يمتلك من النضج والوعي الذاتي ما يجعله شخصا متفاعلا مع مختلف الأجناس والألوان بطريقة فيها من الإنسانية والأخلاق الشيء الكثير.
كثر الله أمثالك وأسعد الله ابنتك الوفية المطيعة وأهلا وسهلا بضيوف أم محمد وكثر الله أمثالها.