الحياة لا تسير حسب رغبات الإنسان، ففي بعض الأحيان علينا أن نتعلم أشياء كثيرة تخدمنا في حياتنا الأسرية والعائلية. كلمة من إنسانة راقية ورقيقة المشاعر وبنت عز وخير ولدت محشومة مخدومة، ولكن للتربية أثرا في حياة الإنسان حين يؤهل الأهل فينصح الأبناء بتعلم بعض المهن في المنزل كالطبخ والترتيب والاعتماد على النفس في أمور الحياة، وهذا ليس به عيب كي يخدم الإنسان نفسه إذا تغيرت بعض الظروف، نعم بنت العز ليست تلك التي تربت وفق مستوى معيشي عال، ولا تلك التي اعتادت على شراء أغلى الثياب والأطعمة!
بنت العز هي تلك التي تربت على الاحترام، والأخلاق الرفيعة، وحب الخير، والطيبة، والاهتمام.
بنت العز هي تلك التي إن شبعت شكرت، وإن جاعت سترت، وإن منحت عفت.
بنت العز هي تلك التي تحمل من القيم ما يجعلها تقيم الناس بأخلاقهم، لا بانتماءاتهم، ولا بمستواهم المادي، ولا بلباسهم، ولا مأكلهم، نعم أخت تربطني بها صداقة كنا نتمشى في أحد المجمعات، نظرت لساعتها واستأذنت من المجموعة الطيبة من أخوات جمعتني معهن المحبة والاحترام والمستوى الراقي في الحديث وللمناقشة الثرية على عجل، وعندما قلت لها «تو الناس» ردت بكل احترام وذوق قائلة «وراي طبخ» خادمتي الطباخة مسافرة. آه كم أعجبتني حين سألتها هل تجيدين الطبخ. وبكل فخر قالت: نعم منذ إن كان عمري تسع سنوات والأهل يشجعونني على أداء بعض احتياجات المنزل كترتيب حجرتي وكي ملابسي وبعض الأشياء الخفيفة التي تناسب سني في ذاك الوقت، وبوجود الخدم والحشم كي أكون مؤهلة إذا استدعت الظروف.
نعم رسالة لبعض بنات هذا الوقت اللاتي يتفاخرن بعدم معرفتهن حتى سلق البيض، الحياة بها عدة أمور على العائلة تدريب بناتهم على مستقبل الله يعلمه، وهذا فن من فنون التربية للبنت. نعم ليس بيت العز فقط بيت يتمتع أهله بالثراء والنفوذ والمال لا وألف لا، يجب أن تكون هناك قناعة ورضا بأن الحياة ليس بها ضمان دائم، وعلى الإنسان أن يكيف نفسه مع ظروف الحياة. وكم من بيت بسيط ودخله يكفيه لآخر الشهر تجد فيه فن الصرف والتصرف وتخرج منه بنات عز في التربية والأخلاق الحميدة مع أجمل شيء في الحياة ألا وهو الالتزام بالدين الإسلامي الجميل الذي يبني القيم والسلوك الحسن، كما يسعى إلى تنشئة جيل مؤمن تقي مهذب معافى مثقف خلاق متمسك بالصفات الحميدة عن طريق التربية الحسنة، علما بأن ذلك لا ينحصر على التربية الرسمية التي تجرى في المدارس والمعاهد العلمية، بل تعم التربية في الحقل الأسري وفي الحقل الاجتماعي أيضا، كما لا تتحقق التربية الحسنة إلا بالدين، وشعبنا الخليجي ولله الحمد قام بنشر المناهج التربوية والتعليمية، فالإنسان المؤمن الحقيقي هو الذي يلتزم بتوجيهات ربه بامتثال مأموراته واجتناب منهياته ويقبل دائما ما يدعو قلبه المؤمن، كما يقبل الإرشادات والمواعظ الحسنة من الآخرين، والتقي هو الذي يطبق تعاليم دينه في الحياة الاجتماعية.
وأضف إلى ذلك أن الإنسان لا يمكنه تطبيق تعاليم دينه إلا إذا تربى على تربية دينية، فمن المستحيل تحقيق الحياة الدينية بدون تربية دينية. ومراعاة أسرية تخرج لنا المواطن الصالح. شكرا أختي وصديقتي عزة السديري، فلقد تركت طيب الأثر في نفسي بكلمتك «وراي مسؤولية طبخ»، غداء العوافي والله يكثر أمثالك.
المحبة لكم.