بنت الخير، بنت العز، بنت ولدت في بيئة مستواها الاجتماعي مميز بكل شيء جميل وتربت على أصول ومفاهيم الدين والأخلاق، مبتسمة دائما محتشمة وحياتها هي الله والأهل ومراعاة بيتها وزوجها وأحبتها الذين أتقنت التعامل معهم في حسن التربية.
أخت عزيزة على قلبي لا أراها كثيرا ولكن حبها في قلبي كبير جدا (اسمها شيخة).
صديقتي لديها قناعة عالية والقناعة تكون في القلب، فمن غني قلبه غنيت يداه، ومن افتقر قلبه لم ينفعه غناه، ومن قنع لم يسخط وعاش آمنا مطمئنا، هي كذلك.
ما دعاني إلى خط كلماتي أن صاحبتي كانت تسير في أحد شوارع بلد أوروبي تمتد فيه السلع ذات الماركات العالمية ذات الأسعار الغالية والمبالغ فيها، تتمشى قرب الفندق الذي تسكنه، وفجأه تجد إحدى الصديقات في محل يحمل اسما عالميا لإحدى الماركات وهو معروف بارتفاع أسعار ما يعرضه ويبيعه بشكل عالمي ومشهور بالغلاء أيضا.
تقترب منها مديرة المحل ترحب بها لتعرض عليها البضاعة، وبكل أدب واحترام ترد عليها الراقية بنت الخير والنعمة و«المتروسة» عينها من كل خيرات الحياة إنني «لا أود أن أكون فترينة متنقلة تعرض للناس بضاعتكم التي تحمل اسم هذا المنتج»! ذهلت البائعة بالرد مؤيدة رأي «بنت الخير» الواثقة بأن ليس كل غال وثمين يحقق السعادة في ارتدائه.
ومن خلال دراستي في علم النفس الترويحي أجد أن بعضا من الناس الذين لديهم هوس اقتناء الماركات مهما كانت درجة أصالتها يعانون من عدم الاستقرار النفسي وعدم الثقة بالنفس، لذا يلجأون إلى نوع من خداع الذات والتعويض عن ذلك باقتناء السيارة والساعة والنظارة التي تحمل أسماء الماركات العالمية، ومثل هؤلاء يختبئون وراء الماركة.
ومن السلبيات أيضا أن هذه الماركات أصبحت منتشرة بكثرة بين الشباب، بنين وبنات، كنوع من التقليد الأعمى لثقافات غريبة عنا وبما يشكل تقليدا لمشاهير يرتدون هذه الماركات.
وللأسف، إن كثيرا من الأشخاص تتأثر ميزانيتهم في الإنفاق على مثل هذه الماركات التي أرهقت العديد من الناس.
ما أجمل البساطة والنظافة والملبس المريح، بلا ماركات ولا ملابس نلبســـها لنكون فترينات متنقلة نشجع فيها تلك الشركات!
ألبسكم الله ثوب الصحة والعافية بلا ماركات وبلا تقليد لها.